انطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك”،
كنيسة القدّيس ديمتريوس للروم الكاثوليك – حلب.
عِظة القداس الإلهيّ للأب يورغي أبيض، خادم الرعيّة:
باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين
إنّ جماعة “أذكرني في ملكوتك” تحتفل معنا في هذه الذبيحة الإلهيّة، لنُصلّيَ معًا من أجل الموتى المؤمنين. إنّ هذه الجماعة حديثةُ المنشأ في سوريا، إذ انطلقت أوّلاً مع الأباتي سمعان أبو عبدو في الكنيسة المارونيّة، وها هي اليوم تنطلق في الكنيسة البِيزنطية الروميّة الكاثوليكيّة. وهدف هذه الجماعة حَثُّ المؤمنين على ذِكر أمواتهم والصّلاة لأجل راحة نفوسهم من خلال الذبيحة الإلهيّة. إنّ سجِلّ “أذكرني في ملكوتك”، الّذي سيُقدَّم مع تقدمة القرابين، ستُدوَّن فيه أسماء جميع أمواتِنا، نحن المشاركين في هذه الذبيحة، وسنذكرهم في كلّ شهرٍ حين نحتفل بالذبيحة الإلهيّة مع هذه الجماعة، كما أنّه سيتمّ إضافة أسماء موتى كلّ إنسان سيُشارِك في هذه الذبيحة، وسنذكرهم باستمرار. للأسف، كثيرة هي الأرواح المنسيّة، الأنفس المطهريّة الّتي لا يتمّ الصّلاة لأجلها.
إخوتي، سنقوم بذِكر كلّ هؤلاء في الذبيحة الإلهيّة الشهريّة مع جماعة “أذكرني في ملكوتك”، في السبت الأوّل من كلّ شهر، كما سنذكر اليوم في ذبيحتنا كلّ شهدائنا الّذين فقدناهم في الأزمة الأخيرة الّـتي عانت منها مدينتنا وشعبها، ونسأل الله أن لا تزداد لائحة شهدائِنا في هذه المدينة، كما نودّ أن نشكر الله على نعمة تَحَسُّن الأوضاع الأمْنِيَّة في حلب، ونسأله المزيد مِن الأمان والسلام فيها. إخوتي، سنستمرّ في هذه المسيرة الإيمانيّة الّـتي بدأناها مع جماعة “أذكرني في ملكوتك”، وسنذكر موتانا باستمرار، ونصلّي لهم ونقدِّم الذبائح الإلهيّة من أجل راحة نفوسهم. كما نتأمّل أن يزداد عدد المشاركين في هذه الذبيحة لا من أجل أن تمتلئ الكنيسة إنّما من أجل أن نتمكّن من أن ندوِّن أسماء جميع موتى هذه المدينة، فنرفع الصلوات من أجلهم جميعًا.
إنّ هذه الجماعة ليست جماعة محليّة إقليميّة، بل عالميّة، وبالتالي فإنّ صلاتَنا هذه ستَنتَقِل إلى الخارج. إنّ صلاتنا لن تقتصر على المشاركة في الذبيحة الإلهيّة فقط، إنّما سيكون هناك نشاطاتٌ نتشارك فيها وسنلتقي بعد كلّ ذبيحة إلهيّة نحتفل بها، من أجل التباحث في كيفيّة تطوير جماعتنا هذه. آمين.