تفسير الكتاب المقدّس،

الأب ابراهيم سعد،

“سِفر أعمال الرّسل – المقدّمة” 

إنّ سفر أعمال الرّسل، هو مِحوَر دراستنا الإنجيليّة، هذه السّنة. وسِفْرُ أعمال الرّسل، هو في الظّاهر، قصّةٌ تُخبرنا عن أهمّ ما قام به الرّسل الاثني عشر، وبخاصّةٍ الرّسولَيْن بطرس وبولس، في سبيل إيصال بشارة الإنجيل إلى كافة أقطار المسكونة؛ ولكنّه في العمق “إنجيلٌ خامس”، إذ يتضمّن بشارة الإنجيل. إنّ كاتب سِفر أعمال الرّسل هو الإنجيليّ لوقا، كاتب إنجيل لوقا أيضًا، وهَذان الكتابان يشكِّلان معًا خِمس العهد الجديد. 

من خلال قراءتنا لسِفر أعمال الرّسل، سنكتشف مسيرة كلمة الله عبر التّاريخ ونموَّها في قلوب المؤمِنين: فالكنيسة لم تنمُ من خلال ازدياد عدد المؤمِنين فيها، بل نَمت بفضل نموّ كلمة الله في قلوب المؤمِنِين.

إنَّ كلمة الله أظهرَتْ فعاليَّتَها وقوّتَها على مرّ العصور: فَهِيَ تخرج من فمِ الله، ولا تعود إليه إلّا بعد تحقيقها ما أُرسِلَت من أجله، وهي لا تزال إلى يومِنا هذا، فاعلةً في قلوب المؤمِنِين. إنَّ كلمة الله ليست محصورةً بالإنجيل، إذ قد يَنطُق بها إنسانٌ، أو قد يُعبِّر عنها مؤمِنٌ، من خلال تَصرُّف محبّةٍ يَصدُر عنه، في ابتسامةٍ منه للآخرين على سبيل الـمِثال. لَيْسَت كلمة الله مجرَّد أمثولةٍ نتعلَّمها، بل هي “آلة نحتٍ” تترك في سامِعها بَصمةً لا يكتشفها إلّا بَعد حين. 

كان هَمُّ الرّسلِ إيصال الإنجيل إلى كلّ المسكونة، لذلك انطلقوا للبشارة بكلمة الله دون تكاسلٍ أو استرخاءٍ، إذ اكتشفوا أنّ كلمة الله هي الّتي تُعطي الحياة، لهم وللآخرين، على الرّغم من كَثرةِ خطاياهم. على كلِّ مؤمِنٍ ألّا يسمح لخطاياه، بِعرقلة مسيرةِ الحياة الّتي تمنحه إيّاها كلمة الله.

إنّ سِفر أعمال الرّسل يَضعُنا أمام تحدِّيات كبرى وكثيرة: تَحَدٍّ في مواجهة الاسترخاء الروحيّ والتكاسل، تَحَدٍّ في مواجهة الإحباط، تَحَدٍّ في مواجهة المرض والموت، تَحَدٍّ في مواجهة إغراءات هذه الحياة، تَحَدٍّ في مواجهة التّرهيب، تَحَدٍّ في مواجهة أفخاخ الشيطان الّتي يَنصُبُها لنا مِن خلال زرْع كلماتِ التردّد والشَّك فينا، مِثلَ: “ربّما”، “لعلَّ”، وتَحَدٍّ في تحديد أولويّاتنا في هذه الحياة. 

إنّ عالمنا اليوم، يُعاني من عدم وضوح في الرؤية لمفهوم الحياة، فيُعبِّر عن نظرته السَّوداويّة لها حين يتعرَّض للصُّعوبات الحياتيّة كالألم والمرض والموت، في حين أنَّه يعبِّر عن نظرته التفاؤليّة لها حين يكون في حالة السَّعادة والفرَح. 

إنّ الحياة هِيَ هي، لا تتغيَّر ولكنّ نظرتنا إليها هي الّتي تتغيَّر، انطلاقًا من الظروف الّتي نمّر بها. إنّ الحياة هي عطيّة مجانيّة من الله، أي أنّها نِعمةٌ للإنسان، وبالتّالي هي غير مرتبطة لا بغنى الإنسان ولا بفقرِهِ، لا بأفراحِه ولا بأحزانِهِ، لا بأهوائه ونزواتِهِ ولا بقداستِهِ وطهارتِهِ، لا بلسانِهِ وما يَصدر عنه، ولا بأُذُنَيه وما يدخل إليهما، أي غير مرتبطة بحواسِهِ. 

إنّ الله قد وَهَبَ الإنسانَ الحياةَ، ليحرِّرَهُ مِن كلّ ما يُكبِّلُهُ: حواسه وخطاياهُ وأفكاره القديمة؛ وليَمنَحَهُ نمطًا جديدًا في رؤيتهِ للحياة من خلال يسوع المسيح، ومن خلال كلّ شخصٍ على مِثالِ يسوع، أكان خاطِئًا أم صالحًا، غنيًّا أو فقيرًا، أَسوَدَ البشرة أو أبيضَ، كريمًا أو بخيلاً، أمُحبَّبًا كان أم لا. 

يُخبِرُنا سِفر أعمال الرُّسل عن الاثني عشر رسولاً الّذين انطلقوا في كافة أقطار العالم، مُعلِنِين قيامة المسيح ومبشِّرين بمجيئه الثّاني، لا لِيَدِين البشر على أخطائهم وحسب، إنّما ليَمسحَ دموعَ كلّ حزينٍ. إنّ صُوَر الله المخيفة الّتي نرسُمها في مخيّلَتِنا مِن شأنها أن تدفعنا إلى الخوف مِن الله لا إلى محبّته. إنّ الخوف مِن الله يدفعنا إلى التهرُّب مِن تَحمُّل مسؤوليّة أخطائنا؛ أمّا محبّتنا له، فتَدفعُنا إلى مواجهة الأخطاء والاعتراف بها والسَّعي إلى تصحيحها. 

إنّ الحريّة والمحبّة هما وَجهانِ لِعُملةٍ واحدة، وهي يسوع المسيح: فالتَّعبير عن الحبّ الحقيقيّ لا يَصدُر إلّا عن إنسانٍ حُرٍّ ومتحرِّرٍ مِن كلّ خوفٍ، والتَّعبير عن الحريّة لا يتمّ إلّا من خلال أفعالٍ صادرةٍ عن حبٍّ لا عن خوف. 

إنّ الرّسل قد تَعرَّضوا للاضطهادات وتحمّلوا الجلد والسّجن والعذابات كلّها لأنّهم أحبّوا المسيح، فكانوا مستعدِّين للموت من أجل إيصال كلمة الله إلى البشر أجمعين، وهذا ما عبَّر عنه بولس الرَّسول قائلاً: “فالموت يعملُ فينا، والحياة تَعمَل فيكم” (2 كور4: 13). 

إنّ الرّسل اقتبلوا الموت، وعيونُهم شاخصةٍ إلى السّماء والابتسامةُ تعلو وجوهَهم، لإدراكهم أنَّ بعض البشر قد نالوا الخلاص إذ اقتبلوا كلمة الله في حياتهم. وإليكم مِثالٌ حيّ، من سِفر أعمال الرّسل (8: 26-40)، عن أحدِ الّذين اقتبلوا المسيح نتيجة تبشير الرّسل: إنَّ وَزير مَلكَةِ الحبشة، الّذي كان خِصِيًّا، قد طلب مِن فيلِبُّس أن يفسِّر له سِفر أشعيا لأنّه لم يكن قادرًا على فَهم ما يَقرأ؛ ففسَّر له الرّسول هذا السِّفر وأخبره عن المسيح، فآمن الخِصيُّ واقتبل المعموديّة، إذ اكتشف أنّ في كلمة الله حياةً له.

إنّ الخلاص لم يُعطَ لنا للتفاخُر به على الآخرين، إنّما لنشهد أمامهم لهذا الخلاص الّذي نِلناه بقيامة المسيح من الموت؛ غير أنّنا اليوم، وللأسف، قد تَخلَّينا عن قانون الحبّ الّذي أعطانا إيّاه الربّ، لنعود إلى القوانين القديمة والفتاوى أي الشريعة القديمة. 

إنَّ قانونَ الحبّ يجعل المؤمِن عبدًا لِمَن يُحِبّ، وبالتّالي يتحوّل حبّه للآخر إلى عبوديّةٍ قد اختارها طَوعًا؛ أمّا القوانين القديمة كالشريعة، فتُخضِعُ المؤمِن للعبوديّة من دون أن يكون له الحقّ في الاختيار، إنّها عبوديّة قسريَّة. إذ لا مرجعيّة في الكنيسة سوى كلمة الله، وما تتَّخذه الكنيسة، مِن قراراتٍ، حين تكون مجتمعةً، من أعلى مراتبها إلى أدناها، حول كلمة الله، مرجَعها الأساسيّ، لتُدرِك مشيئة الله لها. 

إنّ كلّ الكنائس على اختلافها تدّعي امتلاكها للحقّ دون سواها من الكنائس، غير أنَّ المسيح موجود في قلوب المؤمِنين وينمو فيها، على اختلاف انتماءاتهم الكنسيّة، وبالتّالي ليست الكنيسة مَن تمتلك الحقّ، بل إنّ يسوع المسيح هو الحقّ وحده. 

إنّ الكنيسة قد نَمت عبر التّاريخ بفضل نموّ كلمة الله في قلوب المؤمِنين، عليها أن تتشبّه من جديد، بكنيسة الرّسل، الّتي كانت مبنيّة على الشّراكة فيما بينهم في الخيرات السَّماويّة والأرضيّة، كما يُخبرنا سِفر أعمال الرّسل، قائلاً: “وكانوا يُواظِبون على تعليم الرّسل والمشاركة وكَسرِ الخبز والصّلوات”(2: 42). 

وانطلاقًا مِن مفهوم الرّسل للكنيسة، نُدرِك أنَّ الكنيسة ليست مبنيّة على أعدادٍ غفيرة يُطبِّقون الشريعة، بل هي مبنيّة على كلمة الله الّـتي تنمو في قلوب المؤمِنين فيطبِّقونها في حياتهم انطلاقًا من قانون الحبّ الّذي علّمنا إيّاه الربّ يسوع. 

وهنا يُطرَح السؤال: أين نحن مِن هذا المفهوم للكنيسة؟ كيف نشهد للآخرين على إيماننا بالربّ يسوع الّذي مات وقام من الموت، ومَنَحنا الخلاص، أي الحياة الأبديّة؟ إنّ المؤمِنِين في عالمنا اليوم، يخافون الشَّهادة للمسيح بسبب خَوفِهم مِنَ الآخر، وفيهم يتحقّق قَولُ يوحنّا الرّسول في رسالته الأولى: “لا خوفَ في المحبّة بل المحبّة الكاملة تنفي عنها الخوف، لأنّ الخوف يعني العِقاب، ومَن يخف لم يكن كاملاً في المحبّة” (1يو 4: 18). إذًا، الخوف يجعل مِنَ المؤمِنِين عبيدًا لِمَا يخافونه. 

إنّ سِفر أعمال الرّسل ينقل إلينا البشرى السّارة، وهي أنَّ الربّ يسوع قد حرَّرنا من كلّ خطيئة، أي أنَّنا لم نَعُد عبيدًا بعد اليوم، لقد حرّرنا من خلال حبِّه العظيم لنا، الّذي جعله عبدًا لنا، إذ قد أحبّنا للغاية حتّى بَذَل نفسه لأجلِنا. وهنا نطرح السؤال: أيجوز لنا بعد كلّ هذا الحبّ الإلهيّ الّذي نلناه من الربّ على الصّليب أن نعود للعبوديّات البشريّة الأرضيّة من خلال القوانين والفتاوى الدينيّة؟ إنّ الجواب على هذا السؤال هو رَهنٌ بكلِّ مؤمِنٍ.

إنّ الهدف من دراسَتِنا لسِفر أعمال الرُّسل، هو اكتشافنا لروحانيّته، فنتمكّن مِن عيشها في حياتِنا اليوميّة على مِثال الرُّسل. لقد وجّه لوقا الإنجيليّ كتابه هذا إلى شخصٍ اسمه “ثاوُفيلُس” أي إلى الشَّخص نفسه الّذي وجّه إليه كتابه الأوّل “إنجيل لوقا”. إنّ اسم “ثاوُفيلُس”، هو اسمٌ يونانيّ لا يهوديّ، أي أنّ “ثاوفيلُس” هو شخص أُمَـمِيّ وثني، لا ينتمي إلى الدِّيانة اليهوديّة، ولكنّه آمَن بالمسيح بدليل إرسال الإنجيليّ لوقا إليه كتابَيْن لإطلاعه على البشرى السّارة وعلى مسيرة كلمة الله في قلوب البشر من خلال المسيرة التبشيريّة للرّسل بها. 

إنّ “ثاوفيلُس”، هو اسمٌ يونانيّ، مؤلَّفٌ من كلِمَتين: “ثَاو” وتعني الله، و”فِيلُس” وتعني حبيب أو صديق، وبالتّالي يُصبح معنى اسم “ثاوفِيلُس”، صديق الله أو حبيب الله، أي أنّ إنجيل لوقا وسِفر أعمال الرُّسل موجَّهين إلى كلّ إنسانٍ يعتبر نفسه حبيبًا لله أو صديقًا له، أكان أُمَـمِيًّا أو يهوديًّا. 

لقد قصد الإنجيليّ لوقا بعبارة “عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويُعلِّم به”، الإنجيل الّذي يتضمّن كلّ ما قام به يسوع في رسالته التبشريّة إلى يوم ارتفاعه إلى السَّماء. في دراسَتِنا لسِفر أعمال الرّسل، سنُقارِن ما بين “إنجيل لوقا” و”سِفر أعمال الرُّسل”، لنكتشِف أوجه الشَّبه بينهما، وأوجُه الاختلاف. 

فمثلاً، إنّ الإنجيليّ لوقا يذكر في إنجيله أسماء الرُّسل الاثني عشر، أمّا في “سِفر أعمال الرُّسل” فيذكُر تلك الأسماء ضمن ترتيبٍ مُعيَّن إذ يضع مقابل اسم كلّ رسولٍ يهوديٍّ، اسم رسول يونانيّ، مُلقيًا الضَّوء على أنّ البشارة بالإنجيل موجَّهة لجميع النّاس، للأمَـمِيِّن واليهود على حدٍّ سواء، فالربّ جاء ليُخلِّص البشر جميعًا دون تمييزٍ أو تفرقةٍ بَيْنَهم. وإليكم مِثالٌ آخر، في إطار المقارنة بين هذين الكتابين: ففي إنجيل لوقا، يذكر الإنجيليّ حدث الصّعود، في مكانٍ مُغاير عن المكان الّذي تمَّ ذِكرُه في سِفر أعمال الرُّسل في سَرد الحَدَث نفسه، مع العِلم أنَّ الكاتب هو نفسه، وسنحاول إيجاد أسباب التَبايُناتِ في هذا الحدث وفي سواه من الأحداث، بين الكِتابَين.

في قراءتِنا لسِفر أعمال الرُّسل، سنكتشِفُ رؤية لوقا الإنجيليّ للكنيسة، فهو حين يصِف لنا حالة الجماعة المسيحيّة الأولى قائلاً: “وكانوا يُواظِبون على تعليم الرُّسل والمشاركة وكَسرِ الخبز والصّلوات”(2: 42)، لا يصِف لنا حالة الكنيسة في أيّامه، بل حالة الكنيسة الّـتي يصبو إليها، أي كنيسةٌ منسجمةٌ مع تعاليم المسيح. 

فإنّه لو كانت حالة الكنيسة كما يتمنّاها الرّسول وكما يتمنّاها الربّ، ما فائدةُ إذًا، كلّ الرّسائل الّتي كتبها بولس الرّسول للكنائس الّتي بشَّرها، محاولاً إيجاد الحلول للانقسامات والخلافات الموجودة فيها، نتيجةَ عدم فَهمِها الصَّحيح لكلمة الله؟ 

حين يتفاعل البشر مع بعضهم البعض، لا بُدَّ لهم من الاختلاف والانقسام، فالانقسامات بين النّاس هي نتيجة تَمسُّك البعض منهم بحبِّهم لِذَاتهم، بعبارة أخرى، “الأنا” الّتي تتنامى في الإنسان منذ بدء الخليقة، أي منذ آدم إلى يومِنا هذا. منذ بدء الخليقة، وأخطاء الإنسان هي نفسها، ولا تزال كلمة الله هي أيضًا نفسها لا تتغيّر، ثابتةً وفاعلةً في النُّفوس، فاللّه لم يتَخلَّ عن الإنسان يومًا، ولم يَخلِف في وُعودِه له، بل حقّقَ جميع مواعيده له، خارقًا كلَّ القوانين البشريّة بقانون الحبّ. 

لقد خَلَقَ اللهُ الإنسانَ على مِثاله، أي أنّه خَلَقَه كائنًا مُحبًّا، ولكنّ هذا الأخير أساء عيش تلك المحبّة، مُعطِّلاً بذلك مشروع لله الخلاصيّ للبشر. ومن أجل إصلاح ما قام الإنسان بتشويهه، أرسل الله ابنه ليُخلِّص الإنسانَ بشكلٍ نهائيّ، مانحًا إيّاه الحياة الأبديّة. 

لقد أراد لوقا الإنجيليّ في سِفر أعمال الرُّسل إخبارَنا أنَّ مشروع الله ليس مستحيلَ التّحقيق بسبب شرور البشر، بل ممكنٌ تحقيقه إذ تمكّن بعض المؤمِنِين مِن عيش كلمة الله في حياتهم، فكانوا قدِّيسين في محيطهم. إنَّ المسكونة لن تتزعزع، ما دام هناكَ مؤمِنٌ واحدٌ ملتزِمٌ بكلمة الله وأمينٌ لها. إنّ الله قد خلق الكون كلّه بكلمةٍ منه، وقد سلّمه للبشر، وبخاصّة للمؤمِنِين به. إنّنا نتعمَّق في كلمة الله، لا لكي نزداد عِلمًا ومعرِفةً، بل لكي نسمح لكلمة الله بِنَحْتِنا من الدّاخل. إنّ كلّ نحّاتٍ يعمل من أجل صُنعِ منحوتةٍ تسمّى صنمًا، أمّا كلمة الله فَتَنْحَتُنا لتُكسِّر كلَّ صَنَمٍ في داخلنا، لتتمكّن كلمة الله من إحداثِ تغييراتٍ في حياتنا.

نسأل الله في الختام، أن يمنَحنا نعمة الشَّجاعة والصّبر، لنتمكّن من متابعة مسيرة الشَّهادة للربّ، فتَصِل من خلالنا كلمة الله، إلى “أقصى الأرض”، حسب قولِ بولس الرّسول. آمين.

ملاحظة: دُوِّنت المحاضرة مِن قِبَلِنا بتصرُّف.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp