صلاة الجماعة
أيّها الآبُ الخالقُ، سيّدُ التّاريخِ والحياة
نشكرُكَ على نعمةِ الحياة، علِّمْنا أنْ نُدرِكَ سرَّها ومعناها، أنت وهبتَنا إيّاها وديعةً، أعطِنا أنْ نحياها تحتَ نظرٍكَ، انت تودعُ في أعماقِنا رغباتٍ وتوقاً الى السعادة، هبنا أن نُحققَ ذلك بمعاينةِ بهاءِ وجهِك القدوس، وأن نستبقَ مشاهدتَك بحياةِ الإيمانِ والرجاءِِ والمحبة.
أيّها الابنُ الفادي والمخلّص، يسوعَ المسيح، فيكَ كلُّ رجاءٍ
أنتَ الذي غلبْتَ الموتَ بالموتِ، فيك كلُّ خلاصٍ، أنت يا مَن قلتَ:” مَن آمنَ بي لا يموتُ أبدا”، منكَ كلُّ حياةٍ، علّمنا أن نؤمنَ بأنَّ الموتَ هو في خدمةِ الحياة، هو عبورٌ إلى يمينِ الآب، وهو شراكةٌ مع القدّيسِينَ في تمجيدِ الله، لنَحيا حبَّك خارجَ محدوديةِّ الزمانِ والمكان. أيّها الناهِضُ من بينِ الأموات، أنظُرْ الى إيمانِنا وأعمالِنا، أغمُرْنا بأنوارِ رحمتِك، أهِّلْنا لِمُلاقاةِ وجهِكَ بالمجد، إذ يردّدُ كلٌّ منّا : ”أذكرني في ملكوتِك“.
أيّها الرّوحُ المُعزّي
رافقْ كلَّ المنازِعين والمرضى، في ساعةِ عبورِهِم، عزِّ الحزانى، وشدِّدْ إيمانَهم، في ساعةِ الموتِ الرّهيبة، قوِّ رجاءَهم ليكونوا شهودَ قيامتِكَ، بدّدْ صعوباتِهم بِتدبيرِك، اِرحمْ نفوسَ موتانا كي لا يَصِلوا إلى الحقيقةِ المحزنة، حقيقةِ الموتِ الأبديّ، اِمنحْهُم بصلواتِنا وقرابينِنا وأعمالِ الرحمةِ أنْ يتنقَوا لِيَحصُلوا على القداسة، فينعموا بالدخولِ إلى فرحِ ديارك.
أيّتها العذراءُ مريم أمَّ الحياةِ وبابَ السّماء
صلّي لأجلِنا الآنَ وفي ساعةِ موتِنا، علّمينا يا فائقةَ القداسةِ أن نُصلّيَ مع الكنيسةِ بإيمانٍ ثابتٍ، ونترّجى قيامةَ الموتى والحياة في الدهّرِ العتيدِ. آمين.
أبانا الذي في السّماوات… السّلام عليك يا مريم…
الراحة الأبديّة أعطهم يا ربّ.، ونورك الأزليّ فليُضئ لهم، ولتَسترح نفوس الموتى المؤمنين، برحمة الله والسّلام. آمين.