كلمة رجاء للخوري يوحنّا داود،
خادم رعيّة سيّدة العناية – البوشرية.
“فقال لها: لا تَبكي!… يا فتى، أقول لكَ: قُم!” (لو 7: 11-16)
باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.
إخوتي وأخواتي المحبوبِين من الربّ،
اليوم سنَتأمّل معًا بكلمةِ رجاءٍ، نَستَقيها مِن نصّ القدِّيس لوقا: “إحياء ابْنِ أرملة نائين”. هذا النّص الّذي يَصِفُ لنا هذا الواقع المرير المؤلِم الّذي نَعيشه نحن البشر خصوصًا أمام الموت، وخصوصًا عندما نَفقد أحدًا نحبُّه وهو عزيزٌ على قلبِنا. يَصِف لنا هذا النَّص هذه المرأة الّتي كانت تمشي في مَوكب الموت، مَوكب الحزن، أمام نَعش وحيدِها الذاهب إلى التُّراب، إلى الفناء، إلى النِّهاية. هذه المرأة السّائرة في هذا الموكب، ولا أحدَ يَستطيع أن يُعزِّيها. وفي قلب هذا الـمَوكب، وفي قلب هذا الواقع، تدخَّل الربّ ومعه مَوكبٌ آخر، مَوكب يضجُّ بالحياة، مَوكبٌ يحمل كلّ رجاءٍ وتعزية، يقف أمام هذه المرأة ويقول لها: “لا تبكي”. كلمةُ تعزيةٍ يُتبِعها يسوع بكلمة الحياة: “لكَ أقول: قُم”. أمام مَوكب هذا الموت، مَوكب الحياة! المنتصِر هو مَوكب الحياة. لا يمكن للموت أنْ تكون له الكلمة الأخيرة. لا يمكن لِلحزن، لِليأس، أن يكون لهما الكلمة النِّهائيّة. فالكلمة النِّهائيّة هي لِيَسوع، هي للحياة، هي للرَّجاء، هي للقيامة. وكما تدخَّل الربّ يسوع فوقفَ حامِلو النَّعش. وَوَقفوا، فتَسمَّر الموت أمام مَوكب الحياة، الّذي يقوده الربّ. لذلك نَعَم، هذا هو إيماننا اليوم، هو أنّ يسوع يقود مَوكب الحياة منتصِرًا على مَوكب الموت.
وهذا يُذكِّرنا إخوتي الأحبّة، بإنجيل القدِّيس يوحنّا عندما يقول الربُّ فيه: “أنا أَتيتُ كي تكون لهم الحياة” (يو 10: 10) واليوم، يسوع يُثبِت من خلال هذه الآية، أنّه سيّدُ الحياة ومُعطيها. كما نتذكَّر أيضًا من خلال هاتَين الكلمَتَين الـمُعَزِّيَتَين، اللّتَين قالهما لهذه الأرملة: “لا تبكي”، نتذكَّر في سِفر الرُّؤيا قَول الكتاب: “وسيمسَح الله كُلّ دمعةٍ من عيونهم” (رؤيا 21: 4)، “لأنّ ما لم تَرَهُ عينٌ ولم يخطر على بال بشر، ولم تسمع به أُذُن، ما أعدَّه الله للّذين يُحبُّونَه” (1 كور 2: 9).
هذا هو رَجاؤنا إخوتي الأحبّة، ويسوع هو هو، أمس واليوم وإلى الأبد. فيَسوع الّذي زرع الرَّجاء والّذي جَعل الكلمة الأخيرة للحياة، وانتصَر على الموت، قادر اليوم أيضًا في عِزّ موتنا، وفي عِزّ واقعِنا المرير المؤلِم أنْ يتدخَّل، ويَبُثّ فينا روح الرَّجاء، بِكلمته الّتي تُعطي الحياة، لأنّ الله هو إله كلّ تعزيةٍ، له المجد إلى الأبد. آمين.
ملاحظة: دُوِّن التأمُّل بأمانةٍ من قِبَلنا.