“قيامة ربّنا وإلهنا ومخلّصنا”
بقلم الأرشمندريت سمير نهرا،
في هذا اليوم العظيم والمقدّس، تغمُرنا موجةٌ من الفرح والحبور، تسمو بِنا الى نشوةٍ روحيّةٍ وتجعلنا نتذوّق طَعم نعِيم السّماء. إنّه “عيد الأعياد وموسم المواسم” الذي تدور حوله السّنة الطقسيّة يومًا فيَوم…
لذلك نحن “نبارِك الربّ دائمًا. ونسبِّح قيامتَه، لأنه باحتماله الصّليب من أجلنا أباد الموت بالموت ومنَحنا الحياة الأبديّة وعظيم الرّحمة” صلاة السّحر للقيامة.
القيامة أساس إيمانِنا، وأساس رجائِنا. يقول الرسول بولس : “إنْ كان المسيح لم يَقم. فإيمانكم باطلٌ… وإن كان رجاؤنا في المسيح في هذه الدنيا فقط فنَحن أشقى الناس أجمعِين” (١ كو ١٥ :١٧- ١٩).
المسيح طَرح عنا بقيامتِه كلّ حزنٍ وهمٍّ. وزَرع فينا نِعمة الرّجاء، فنحن قائمون بالمسيح القائم. فيَا لها من تعزيةٍ في حزنِنا: “المسيح قام”.
الكنيسة تُنشِد في صلاة السّحر القياميّة: “أمس دُفنتُ معك أيّها المسيح، واليوم أنهَض معكَ بقيامتِك. أمس صُلِبتُ معك، فمجِّدني اليوم معكَ يا مخلِّصي في ملكوتِك… يا ما ألذّ، يا ما أعذب صوتَك الإلهيّ أيّها المسيح، لأنك وَعدتَنا وعدًا صادقًا بأن تكون معنا الى أبدِ الدّهر، وبهذا الوعد نَعتصم نحن المؤمنِين كمَرسى رجاءٍ ونبتهج مسرورِين…”.
جاء في عِظة القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ في عيد القيامة:
“…أيّها الأغنياء والفقراء اْجذَلوا معًا. لا يشكُوَنّ أحدٌ فقرًا، فقد ظَهر الملكوتُ المشترَك. لا يبكِيَنّ أحدٌ زلاَّتِه، لأنّ الغُفران قد أشرقَ مِن القبر. لا يخشَيَنّ الموتَ أحدٌ لأنّ موت المخلّص حرَّرنا…”.
فيا ربّ، نحن نؤمِن أنّك حيٌ الى الدهور ترافقنا في مسيرة دربِنا، الى أنْ نظهر جميعُنا في ملكوتِك الّذي لا يذوي. أنتَ هنا. حبُّكَ يُضيء حياتَنا. المسيح قام!