انطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك”،
كنيسة مار مارون – أكرا، غانا.
عِظة القداس الإلهيّ للأب كابي حداد – خادم الرعيّة:
باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين
اليوم، أحبائي، نُطلِق في رعيّتنا، في مار مارون في أكرا، رسالة جماعة “أذكرني في ملكوتِكَ”.
مع هذه الجماعة، نُصلِّي اليوم، من أجل موتانا، جميعًا. ونتأمَّل في استعدادنا ليوم مجيء الربّ. في كلِّ مرَّة يموت أحدٌ أو شخصٌ أو أحدهم – والموت هو الحقيقة الوحيدة الّتي لا يمكن للإنسان أن يَهرب منها أبدًا- نعيش في حالة حزنٍ عميقة، ونُسارع إلى لَوم الربّ قائلين له: “لماذا أخذتَ منّا هذا الإنسان الّذي نُحبّه؟ إنّ الوقت ما زال مُبَكِّرًا لرحيله. رجاءً، اسمح له أن يَبقى معنا قليلاً بَعد”…
صدِّقوني إخوتي، لا أحد منّا يُلام على هذا الكلام. لماذا؟ لأنّه إذا فكَّرنا بحسب المنطق البشريّ، نحن نلوم الربّ، لأنَّ كلَّ إنسان منّا يُحبّ أن يبقى حيًّا مع الأشخاص الّذين يُحبّهم والّذين هُم مِن حوله، ويبقى معهم طول حياته. أمَّا بحسب فِكر يسوع، فالأمر مختلفٌ تمامًا. خصوصًا أنّه في المفهوم البشريّ العام، لا زال الموت شيئًا مُبهَمًا. لا زلنا لا نعرف ماذا بعد الموت؟ أمّا إذا اتبعنا تفكير يسوع، فنَجد أنّ بعد الموت هناك الحياة؛ وأنَّ الّذين سبقونا، ذهبوا إلى المكان الصَّحيح، إلى الحياة الحقيقيّة مع الربّ.
كان هناك صبيٌّ في الثَّامنة من عمره، يمضي كلَّ مساءٍ جالسًا على شرفة منزلِه ينظر إلى السَّماء والنُّجوم. إنّ هذا التصرَّف قد لفَتَ انتباه أهلِه، فسأله أبوه: ما الّذي تَفعَلُه في كلّ ليلة حين تجلس على شرفة البيت مُحَدِّقًا إلى السَّماء؟ فأجابه ابنه إنَّه يبحث عن جدِّه وجدَّته. تعجَّب الأب وقال لِابنِه: لقد أخبرتُك في السَّابق أنّ جدَّيك قد ماتا قَبل ولادتك وأنّهما في السَّماء. فأجابه ابنه: أعلم ذلك، ولكنَّ المعلِّمة في المدرسة، قالت لنا: إنّ الّذين يعيشون على الأرض حياة القداسة، تكون نجومهم في السَّماء مُضيئةً. وقد قلتَ لي مرَّة إنَّ جدَّي قد عاشا على الأرض حياة القدِّيسين. لذا، أنا أنظر إلى السَّماء وأبحث عن جدَّي لرؤيتهما. عندها صَمَت الأب وجلس إلى جانب ابنه وهو ينظر إلى السَّماء لرؤية نجوم والِدَيه.
إخوتي، هذه هي الحقيقة، أمواتنا هم نجوم في السَّماء. والآن صِرنا نعرف ماذا بعد الموت. بعد الموت، القيامة والحياة مع الربّ. لذا، إخوتي في هذا المساء، نرفع صلاتنا إلى الله ونطلب إليه أن يَقبل كلَّ موتانا ويغفر لهم كلَّ خطاياهم الّتي اقترفوها على هذه الأرض، ويساعدنا لنستعدَّ، كما يجب، للقائه في أيّة لحظةٍ، مِن خلال عيشنا حياة القداسة على الأرض، كي نتمكَّن من أن نكون معه في السَّماء.
للربّ المجد، الآن وكلّ أوان وإلى الأبد. آمين.
ملاحظة: دُوِّنت العظة بأمانةٍ من قِبَلِنا.