المشهد الذي نواجهه في موسم القيامة، مشهد له تفسيران اثنان : أناس رأوا القبر فارغا وقالوا : لقد أخذوا الرب ولا نعرف أين وضعوه وأناس رأوا القبر فارغا فقالوا : المسيح قام…

كلّ واحد منّا اليوم يريد تفسير هذا المشهد، ونرجو من الكل أن يصرخ: المسيح قام، وليس: لقد اخذتم ربي ولا نعرف أين وضعتموه.
إذا كان المسيح قد قام فلا ميت في القبر، إذا كان المسيح قد قام فالجحيم تمرمر وتعذب، إذا كان المسيح قد قام فالموت تقهقر لأنّه فقد سلطانه. هل المسيح قام؟ كيف تعلن أنت القيامة؟ اليوم يوم القيامة. هذا الأحد يوم قيامة وكلّ يوم بعده يوم قيامة، لأنّ المسيح قام لنتصفّح إرادته من جديد ونقرأ مشيئته من جديد. إذا كان المسيح قد قام لنصافح بعضنا بعضاً، إذا كان المسيح قد قام لنفصح بفصحه إلى الفرح الحقيقي، إذا كان المسيح قد قام فلنصفح بالصفح الإلهي عن بعضنا البعض، ولنصفح عن مبغضينا في هذا اليوم، إذا كان المسيح قام فلنصفح بالقول وبالسلوك وبالحياة معنى المسيح قام. 

إنّه حقّا يوم جديد ولكن كيف تنعكس الجِّدة فينا، كيف تتبلور هذه الجِّدة؟ أتصدقون أنّ المسيح قام أم ما زلتم متعجّبين وغير مصدّقين؟ المسؤوليّة اليوم في هذه الرعايا القليلة بالنسبة إلى أحلامنا، مسؤولية كبيرة عليكم أنتم الذين نطقتم بالمسيح قام، وعبرتم عن فرحكم بالمسيح قام. كيف تجعلون الناس ينسَون الجملة: لقد أخذتم ربّي وإلهي ولا نعرف أين وضعتموه؟ كيف ينسى الناس هذا القول؟ نريد أن نسمع الناس الذين يرونكم أو يتعرّفون إليكم يصرخون: حقّا لقد قام المسيح والجحيم تقهقر والموت اُميت، ولكن أي موت؟ الإنسان الحيّ ممكن أن يكون قد مات والإنسان الميت هو حيّ، ماذا تريد أن تكون ومن أي نوع أيّها الإنسان؟ 

أليوم نفرح ونتهلّل ونرتّل وغداً ماذا؟ بعد أن تنتهي الفترة الفصحيّة ماذا يحصل في نفوسنا؟ ماذا يتغيّر؟ ما الذي يقوم فينا وما الذي يموت؟ أنت من يقرّر أيها الإنسان ماذا تُميت أو من تُميت ماذا يقوم أو من يقوم؟ ألسؤال مطروح اليوم. أنتم تعرفون أنّ الناس وكثير من الناس لم يعد يتحسّس المسيح في الجماعة، أصبح المسيح اغنية تُغنّى. نحن نريد أن يعود المسيح حاضرا في الجماعات، في الناس وتتحقّق دعوته: إذهبوا وتلمذوا كلّ الأمم وعمّدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس. 

اليوم يوم قيامة، ليس المسيح قد قام فقط، اليوم أنا قمت أيضا. كيف؟ أأبقى على العتاقة أم أدخل في الجِدّة؟ أأبقى على ما أنا عليه قبل العيد أم أصير إلى ما أنا أصبو إليه بعد العيد؟ قرار.
ألمسيح قام، ليس إعلاناً، إنه شهادة، والذي يشهد بذلك يعلن أن القبر الذي كان فيه قد صار فارغاً من أي موت. ألذي يعلن ويشهد أن المسيح قام ينسى الإساءة، ينسى الأذية، يصفح، يتصافح. ألمسيح قام، هذا يعني أن الأرض تحوّلت إلى سماء بفضل الذين صرخوا: ألمسيح قام.
ألمسيح قام تعني أنّ التعزية عادت إلى قلوب الناس بفضلكم. التعزية تعود إلى المحزونين بفضل تعاونكم، بفضل سلوككم، بفضل خدمتكم، بفضل محبتكم، بفضل فرحتكم الداخليّة التي لم يُعطها ولن يُعطيكم إيّاها أحد، إلاّ من فوق. نحن لا نمرح أنّ المسيح قام، نحن نفرح بأنّ المسيح قام. هذا هو العيد، ترجمة العيد، تكون على الوجوه وتكون في القلوب، وتنفتح القلوب فتنفتح الأكف، تنفتح القلوب فتنفتح العقول، تنفتح القلوب فتبتسم الشفاه وتعلنون البشارة من جديد، كلمةً، وبسمةً، وخدمةً، ومسامحةً، وعطاءً يوجِع، عندها تعرفون أنّ المسيح قام، إذا رآكم الناس لن يقولوا: لقد أخذتم ربي ولا نعرف أين وضعتموه. آمين.

ملاحظة : دُوّنت العظة بأمانةٍ من قبلنا.