القدّاس الاحتفاليّ في عيد القيامة المجيدة،
كنيسة مار يوسف – لافال، كندا.
عظة القدّاس الإلهيّ،
للمونسنيور فرنسيس ضوميط الجزيل الاحترام،
باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين
إخوتي وأخواتي الأعزّاء،
في زمن القيامة، نحتفل معًا في هذه الذبيحة الإلهيّة لنتذكّر أحبّاءنا الّذين غادروا هذه الحياة وانتقلوا إلى الحياة الثانية، فنصلّي معًا إلى الربّ مِن أجل راحة نفوسهم. إنّ فراق الأحبّاء يسبّب لنا ألـمًا، ولكن على هذا الألم أن يتحوّل إلى فرحٍ إذ إنّهم ذاهبون للّقاء الربّ وجهًا لوجه. وهنا أودّ أن أخبركم حادثةً قد اختبرتها شخصيًّا: حين كنتُ لا أزال طالبًا جامعيًّا، تمّ إبلاغي بأنّ أحد الرّفاق، وهو أخ يسوعيّ، مُشرفٌ على الموت. فذهبْتُ لزيارته مع بعض الزّملاء في الدّراسة، لرؤيته قبل انتقاله من هذه الحياة.
في هذه الحياة، يُولَد الإنسان ثلاث مرّات: الولادة الأُولى هي ولادةٌ بحسب الجَسَد، مِن أبوَين أرضيَّين. وهنا نجد أنَّ الإنسان يهتمّ بجسده فيعطيه ما يحتاج من الطّعام والمشرب، ويكسوه باللّباس الضروريّ كي يبقى بصحّةٍ جيِّدة. أمّا الولادة الثانية فتتمّ يوم المعموديّة، إذ يترك الإنسانُ إنسانَه القديم، ليلبس إنسانه الجديد، ففي المعموديّة يُصبح الإنسان ابنًا لله. إنّ الربّ يدعونا إلى تغذية هذه الحياة الجديدة فينا مِن خلال تناولِنا للقربان الأقدس، قائلاً لنا في إنجيله: “مَن يأكل جسدي ويشرب دَمي له الحياة الأبديّة، وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يو6: 54-58).
هذا ما نتمنّاه لموتانا الّذين نقدِّم لأجلهم هذه الذبيحة الإلهيّة أن يكونوا قد أتمّوا اختبارهم في هذه الحياة بنجاح، فيكونوا الآن في حضرة الله يُعاينون وجهه القدّوس، مع العذراء مريم وسائر القدِّيسين. آمين.
ملاحظة: دُوِّنت العظة مِن قِبَلِنا بتصرُّف