ندوة روحيّة بعنوان : “الموت: معضلة، رؤية، ممارسة”  

دير سيّدة اللويزة – زوق مصبح، كسروان، لبنان.

كلمة الافتتاح:

الخوري جوزف سلوم، خادم رعيّة مار فوقا – غادير، كسروان،

في هذا المغيب، ومن أجل كل من بيّضوا حللّهم بدّم الحمل، ننظر معاً الى خضرة أرزتنا ومن خلالها، الى والدة الإله باب السماء، والى رموزية خلود من عبروا، ووفاء لهم نقف معاً للوطن عشية استحقاقاته نشيدنا قولاً وفعلاً. وعبروا وكان جسرهم الصليب، وسراجهم مريم، وأمام كل منهم يدان مفتوحتان تتضرعان، يد سُكب عليها قلب يحب ويؤمن، وأخرى طافحة بزيت الأعمال الصالحة يلتمسون ولوج السماء والسكنى في قلب الثالوث. هؤلاء عندما يرحلون يعلو الصراخ وتصير الصيحة “هوذا العريس”، وتبدو علامات التعجب والمفاجأة والتساؤل : من أنت أيها الموت؟ يا فاهاً فُتِح ليبتلع الحياة، يا حصاداً يجمع غلاله التي نضجت، يا سراً لا يُدرك، يساوي البشر عند ترابات القبور، وحده يسوع الذي نهض من بين الأموات جعله بداية وليس نهاية، جعله باباً وحضوراً وانتقالاً ومعاينة لوجه الإله، الذي حقق الغلبة بقيامته.

وعت جماعتنا الناشئة، جماعة “أذكرني في ملكوتك”، حقيقة الحياة الجديدة، حقيقة الحياة بعد الموت، وقرأت ممارسة الناس يوم يأتي الموت كالسارق ويترك خلفه دموعاً وفراغاً ونسياناً ووثنية في الوداع الأخير. فتنادت لنجتمع ونصلي ونعمل من أجل مصالحة حقيقية بين أهل الإيمان والموت. وتندرج ندوتنا اليوم : “الموت:معضلة،رؤية،ممارسة” في سياق برامج التنشئة، المساهمة في تعزيز علامات الرجاء، ولنحسن الإستعداد ونشعل المصابيح منتظرين مجيئه الثاني في المجد.

ولا يسعنا في هذه الإطلالة، إلا أن نشكر حضوركم الكريم، ومداخلات المحاضرين والمشاركين في هذه الندوة، شاكرين معكم ادارة جامعة سيدة اللويزة التي تستضيفنا في رحابها طالما عرفناها علامة رجاء وذاكرة كلّ تجدّد وتطوّر وابداعية.
فبدون خوف اقتربوا ولنصغي ليضحي الموت عيداً وفرحاً وعرساً حقيقياً. وأهلاً وسهلاً بكم.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp