انطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك”،

رعيّة دير مار الياس – أنطلياس، المتن.

المقدّمة:

ها هي نِعمة الرّب تَجمعنا مجدّداً بإخوتنا المؤمنِِين في رعيّةٍ جديدة، ويَسكب الرّب علينا من لدُنِه، بركاته اللامحدودة، حتّى نصلّي معاً، ومن صميم القلب، ونذكر موتانا المنتقلِين منّا، إلى ديار الفرح والحبور.
وفي كلام الأب جوزف عبد السّاتر، رئيس دير مار الياس – أنطلياس، ومحيي القدّاس الأوّل للجماعة في رعيّته، شكر كبير للخوري جوزف سلّوم، خادم رعية مار فوقا – غادير، والخوري جان أبو زيد، خادم رعيّة مار يوسف، المطيلب، على هذا اللقاء المُفعَم بالقُدسيّة، والعرفان بالجميل لمن سبقونا.

في الختام، ألقَت السيّدة جانيت الهبر، كلمةً بِاسم الجماعة، اختصرَت فيها الدّعوة والنّشأة والماهيّة، بعنوان: رسالتنا…

 عِظة القدّاس الإلهيّ للأب جوزف عبد الساتر، خادم الرعيّة:
في عظة الأب جوزف عبد الساتر إشارةٌ إلى أهمّيّة الصّلاة من أجل موتانا، حتّى نخلّصها، بمثابرتنا على ذكرها، والصّلاة راحةً لنفوسها، من عذابها المطهريّ. إذ إنّ الكنيسة، جسد المسيح السّرّي، إنّما هي اتّحاد جوهري بين أبناء الكنيسة الأرضيّة المجاهدة، وأبناء الكنيسة السماويّة المنتصرة، وأبناء الكنيسة المطهريّة المتألّمة؛ عبر الصّلوات المتبادلة بين الكنائس، وأعمال الخير الأرضيّة، والتّشفّع السّماوي لنا من قبل المنتصرين من المنتقلين.
 
كما ذكّر الأب عبد السّاتر بعمق وجمال رسالة، وإنجيل اللقاء، الذي يشدّد على أهمّية تحقيق الاتّحاد بين الكنائس الثّلاث لضمان متانة اللّحمة، ولشدّ الأواصل الرّوحيّة الخفيّة بينها، أي بيننا وبين من سبقونا. ونوّه عبد السّاتر إلى علاقة الحبّ الحقّ بذكر الموتى المنتقلين منّا: فمن يذكر موتاه، هو المحبّ بكلّ ما للكلمة من معنى، وأن من ينساهم، لا يقدر أن يحبّ، بل لا يجيد الحبّ حقّا؛ إذ إنّ الحبّ الحقيقيّ إنّما يكون بالمشاركة وعيش المصاب والفرح مع أخوتنا، أي نعامل الأسرى وكأنّنا خلف القضبان، وأن نعامل المرضى وكأنّنا أصحاب المرض نفسه. هذا هو سرّ تجسّد المسيح، ولبسه إنسانيّتنا المؤلمة، ومشاركته لنا في فعل الحياة الأرضيّة بالجسد، وحده التّنزّه عن الخطيئة، هو ما يميّزه منّا.
 وفي معرض الكلام عن المشاركة، ذكّرنا الأب بألّا نقابل الشّرّ بالشّرّ، وأن نبادر إلى مسامحة أخينا، ولو على حساب حقّنا؛ فهذه هي وصيّة المسيح ربّنا، ومخطئ كلّ من تسوّل له نفسه المنغمسة في أوحال المجتمع وعقائده، على نقضها أو محاولة تغييرها حتّى تتماشى مع كبرياء الأرضيين الفارغ. وعرّف ب”الأخ” الحقيقي الّذي يواجه أخاه بالحقيقة مهما بلغت صعوبتها، ومهما تضاربت مع مصالحه الدّنيويّة، حتّى يصالحه أبداً مع حقيقة ذاته، فيصرخ فيه حينها- كما صرخ يسوع بالفرّسيين في الهيكل- ويهدّؤنا بـ”طوبى لكم”- على مثال المسيح مع الفقراء.
 وختم الأب عظته برفع صلاتنا إلى الرّب تعالى، طالبين منه أن يزوّدنا بالنّعم حتّى نستعدّ للقائه، في الولادة الثالثة، بعد ولادتنا أوّلاً بالجسد، وثانياً بالمعموديّة، فنصير ملوكاً كما أرادنا، ونعاين وجهه بالمجد.
 

المسيح قام، حقًا قام!

ملاحظة: دُوِّنَت العظة بأمانةٍ من قِبَلِنا.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp