“عيد الصّليب”
بقلم الخوري جوزف عويس، خادم رعيّة مار مارون – بيادر رشعين،
في هذا اليوم من كلّ سنة، تذكّرنا أمّنا الكنيسة بِعيد خلاصنا، الذي تمّ بِصلب يسوع على الصّليب، ليُعطيَنا الحياة والخلاص الأبديّ.
إنّ الصَّليب في إيماننا المسيحيّ هو علامة المجد والقيامة، إنّه علامة العبور من هذا العالم إلى الحياة الأبديّة.
نعم ربّي يسوع، فإنّ بِصليبكَ كان الخلاص وقد جَعلته لنا جسرًا نَعبر من خلاله إلى الحياة.
من خلال صليبكَ ربّي، قد علّمتنا بأنّه علَينا أنْ نَسلك طريق الجلجلة، طريق الألم معك لكي نَبلغ بِمعيّتكَ مجد القيامة، وقد أفسَحتَ لنا بأنْ نشارككَ في هذه النّعمة، نِعمة الألم، والتي من خلالها سَوف نُشاركك في المجد. لا قيامةَ من دون الصَّليب، ولا حياةً أبديّةً من دون الصَّليب.
ربّي يسوع، كلٌّ منّا يحمل صليبًا في حياته، أعطِنا أنْ نَفهم ونُدرك أنّه يَجب أنْ نتّحد بآلامك، ونضع آلامنا في آلامكَ لكي نستطيع أنْ نتقدّس من خلالها، وأعطِنا أنْ نَحملها بِفرحٍ روحيّ. إنّ صعوباتنا الحياتيّة تكتسب قيمةً خلاصيّة حين نقدِّمها للربّ يسوع المسيح الّذي عانى من الآلام في سبيل خلاصِنا، إذ تقودنا عندها إلى مكان الفرحِ الأبديّ، إلى مكان الرَّاحة في الملكوت السماويّ.
لمَ ربّي، لا نَعتلِي الصّليب على مِثالك؟ إنّ الذين يُشاركونك في المجد كُثر، أمّا الذين يُشاركونك في الآلام فَقليلون. إجعَلنا ربّي مِن هذه الجماعة التي تَحمل معكَ الصّليب، لنَتشارك معك الآلام كما أشركتَنا في القيامة. جدِّد إيماننا والتزامَنا واتّحادَنا بك، نمِّ محبّتَنا لكَ في قلوبنا، فتَظهر للآخرِين من خلال أعمالِنا، وتُساهم في وصولِنا إلى النّعيم الأبديّ يومَ نَنتقل من هذا العالم إلى الحياة الأبديّة.
إنّ صليبكَ ربّي، هو قوّتكَ وحكمتكَ، وبقوّته الحاضرة في الكنيسة، تُكمِل الكنيسة عمَل الخلاص الذي قد بَدأته منذ ألفَي سنةٍ، أعطِنا أنْ نتجاوب مع الكنيسة مُدركِين أنّكَ حاضِرٌ دائمًا في كنيستكَ، وأنّكَ تُقودنا كلّ يومٍ إلى القداسة والخلاص .