الرياضة السنويّة 2021 بعنوان: “أخْتَبِئ نحو لُحيظة حتّى يَعبُر الغَضَب” (أش 26: 20)
عبر تطبيق زوم،
“أسئلة وأجوبة”: هل يُعتَبر الموت تجربة التجارب؟ لماذا نصلّي للموتى؟
الأب ابراهيم سعد،
– السُّؤال الأوّل: هل يُعتَبر الموت تجربةَ التَّجارب؟
- لا، الموت ليس تجربةً، بل هو عدوٌّ: ففي طبيعته، خُلِقِ الإنسان كي يَحيا إلى الأبد.
الموتُ هو نتيجةٌ طبيعيّةٌ لِعمل الإنسان. إنَّ الموتَ مُخيفٌ جدًّا، لأنّه مجهولٌ، لذلك يَقع الإنسانُ في العُبوديّة، نتيجةَ خوفِه من الموت. في هذا الإطار، يقول لنا بولس الرَّسول في رسالته إلى العبرانيِّين:”ويُحرِّر الّذين ظَلُّوا طَوالَ حياتِهم في العبوديّة، مخافةَ الموت”(2 : 15). وهذا ما نراه في كلِّ تَفصيلٍ مِن تفاصيلِ خَطايا الإنسان. فَعلى سبيل المِثال: يَكذب الإنسان لأنّه يخاف من العُزلة لأنّه قال الحقيقة. إنّ الإنسان يسرق كي يأكل ولا يموت، وهذه هي فلسفة السَّرقة. إذًا، مَن يسرق هو إنسانٌ يخافُ من الموت. إنّ الإنسان يؤذي الآخَر، لأنَّه يخاف من أن يتعرَّض له الآخَر بالأذيّة، وبالتّالي، يخاف الإنسان من إلغاء الآخَر لِوُجوده، وهذا ما تجسِّده لنا قصَّة قايين وهابيل، في سِفر التَّكوين. إذًا، الخوف من الموت، الّذي نشأ بِفِعل إنسان، أدَّى إلى وقوع الإنسان تحت عبوديّة جديدة، للاحتماء من الموت.
إنّ الموت ليس تجربةً، ولكن إنْ أردنا أن نسمِّيه كذلك، فَهو لَم يَعُد تَجربةً، بعد موتِ الربّ على الصَّليب، إذ أنهى الربُّ بموته كلَّ سُلطة الموت، إذ هَزَم الـمُجرِّب، أي الشَّيطان. إنّ الشَّيطان يستعمل وَهْمَ “الحياة” كي يتمكَّن من إبعاد الإنسان عن الله، وهذا الوَهْم حتمًا سيؤدِّي بالإنسان إلى الموت، الموت الحقيقيّ.
– السُّؤال الثاني: لماذا نُصلِّي للموتى، وما أهميّةُ وجودِ جماعةٍ تُصلِّي للموتى؟
إنّ الجماعة هي الكِيان الحقيقيّ، يكتشف الإنسان من خلالها محبَّة الله له عَبْر إنسانٍ آخر. وهنا تَظهر أهميّة انتماء الإنسان إلى جماعةٍ. يقول بولس الرَّسول في إحدى رسائله:”عندما تجتمعون كَنيسةً”(1 كور 11: 18)، لا “عندما تَجتَمعون في الكنيسة”، كما وَرَد في بعض التَّرجمات؛ والمقصود بهذا الكلام، أنَّ اجتماع المؤمنِين مع بعضهم البعض في أيِّ مكان، يُشكِّل الكنيسة، وبالتّالي لا حاجة بهم إلى التواجد داخل بِناءٍ يُسمَّى الكنيسة. إذًا، الجماعة هي أمرٌ أساسيّ جدًا وهي تبعثُ على التَّعزية. إنَّ الافخارستِّيا، أي القدَّاس الإلهيّ، بُنيَ على فِكرة الجماعة: فيسوع وحده كان باستطاعته أن يقوم بالافخارستِّيا من دون حاجته إلى التَّلاميذ، ولكنَّه اختار جماعةَ الرُّسل للاحتفال معها بهذه الذبيحة. إنَّ الله هو واحد، ولكنّه يعيش بطبيعته الإلهيّة كجماعة، إنّه ثالوثٌ مقدَّس: آبٌ وابنٌ ورُوحٌ قدس.
– السُّؤال الثالث: هل كلّ تجربة تُعتَبر خطيئة؟
إنّ كلّ تجربة قد تؤدِّي إلى الخَطيئة، ولكنَّ التَّجربة لا تعني أبدًا الخطيئة. التّجربة تُشبه إنسانًا يُرسلِ إليك رابطًا عبر الهاتف، فإذا دَخلتَ إليه، تكون قَد وَقعت في الخطيئة؛ ولكنْ إنْ لم تدخل إليه، تكون قد تعرَّضت للتَّجربة من دون الوقوع في الخطيئة. وبالتّالي، قد يستطيع الإنسان عدم الوقوع في التَّجربة. إنّ التَجربة تُواجه الإنسان ولكن على الإنسان عدم الغرق فيها، إلّا إذا كان أرضًا خَصبةً للقبول بهذه التجربة والوقوع في الخطيئة.
إنّ التَّجربة ليست أمرًا سَيئًا من حيث الشَّكل، لأنّه لو كانت كَذَلك، لكان المؤمنِون تنبَّهوا لها وما وَقعوا فيها. ففي المَثل الّذي تكلَّمنا عليه، لن يَدخل الإنسان إلى هذا الرَّابط إذا كان يَعلَم أنَّ محتواه سَيءٌ، إلّا إذا كان يُعاني من مشاكل واضطرابات. إنّ التَّجربة قد تكون حياةَ الفَقر الّتي يعيشها الإنسان، فإذا نَظَر الإنسان إلى الفَقر بطريقة سلبيّة وأراد التخلُّص منه بكافة الوسائل، لجأ إلى السَّرقة والأمور السَّيئة، ويَكون بِتلك الطريقة قد وَقع في التَّجربة والخطيئة. في هذا الإطار، عندما يقول لنا متّى الإنجيليّ:”طوبى للفقراء بالرُّوح” (متى 5: 3)، فَهو لا يَقصد أصحاب القلوب الطَّيبة، إنّما يَقصد النّاس الفقراء ماديًّا الّذين لا يزالون يَخضعون لِطاعة الرُّوح، فالفَقر لَم يتمكَّن من إبعادهم عن الله.
ملاحظة: دُونت الأجوبة بأمانةٍ من قبلنا.