آباءَنا المرشدِين، الإخوةَ والأخوات الأحبّاء.

نُحييِّكم عن بُعدٍ، في زمنِ الصّومِ المقدّس، ونحن نَسيرُ معًا، “جنبًا إلى جنبٍ” بمعيّةِ إلهِنا ومخلّصِنا، حامِلِين أثقالَ بعضِنا البَعض، وسالكِين طريقَ الصّليب بِرفقةِ سِمعان القَيروانيّ، لِنَعبرَ سويًّا إلى فرحِ القيامةِ، ونَستنيرَ بِنورِ المسيحِ المحيي.

لقاؤنا الافتراضيّ اليومَ هو وَقفةٌ سنويّةٌ، للسّنة الثانيّة، في ظروفِ حياتِنا الصَّعبة التي يَتخبّط بها وطنُنا لبنان، لكنّها فُرصةٌ جوهريّة، لِنتّجِه بها معًا، قلبًا وفِكرًا نحو المسيح المعزّي؛ فنُصلّيَ إليه لِترتويَ نفوسُنا من حبِّه الشافي، ونَتأمّلَ في كلمةِ إنجيلِه الحقّةِ لِنَتشدّدَ في مشقاتِنا، ونَسجدَ له بالرّوحِ والحقِّ لِنَتَجدّد في كَيانِنا، مُنشِدِينَ معًا المراحِمَ السّماويّة، وممجِدِّينَ عملَه الخلاصِيّ من أجلِنا، وعاملِين بقوله: “إنْ عطِشَ أحدٌ، فليأتِ إليّ ويَشربْ”

كما أنّها فُرصةٌ للتقدّمِ في حياةِ الشَرِكة في جماعتِنا الروحيّة، لِيَسندَ كلُّ واحدٍ منّا الآخر، حتى نتقوّى معًا في الإيمانِ، ونَثبتَ معًا في الرّجاءِ، وننموَ بخبراتِنا الروحيّة، للسَّيرِ معًا في خدمتِنا الرسوليّة، بمشاركةِ المؤمنِين في كنيستِنا، شهادةً للمسيحِ القائمِ من الموت، ومن أجلِ الظفرِ بإكليلِ الحياةِ الأبديّة.

إخوتي وأخواتي الأحبّاء،

صلاتُنا القلبيّة نرفعُها معًا إلى ربِّنا يسوعَ المسيح، كي يباركَ مسيرةَ صومِنا المقدّس، ولقاءَنا اليوم، واهبًا إيّانا نِعمةَ الإصغاءِ إلى الكلمة الحيّة، لِنعملَ بها، ونَنطلقَ بقوّةِ الروحِ، نحو فجر القيامة، لِنُعانقَ النّورَ الذي لا يَغرُب، ونحن نهلّلُ معًا: المسيح قام، حقًا قام!

رَحِم الله أمواتَنا جميعًا! رياضة مباركة للجميع!