اطلاق كتيّب “صلوات التعزية والرّجاء”
الأباتي سمعان أبو عبدو السّامي الاحترام،
كلمة التقديم للسيّدة تمارا شلهوب جاد،
من رحِمِ الحاجةِ الإنسانيّةِ الماسّةِ إلى كلمةِ تعزيةٍ ورجاءٍ، تكونُ للقلوبِ بلسمًا شافيًا من جرحِ الرّحيلِ الأليم؛ مولودٌ جديدٌ، يبصرُ النّورَ بفرحِ طولِ الانتظار، كتيّبُ التّعزيةِ والرّجاء”، يُطلقُهُ الأباتي ” سمعان أبو عبدو” عن لجنةِ الآباءِ الرّوحيّين؛
وهو راهب ماروني مريميّ، رئيس عام الرهبانية المارونية المريميّة سابقاً، حالياً، منسق مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية المارونية – بكركي، أستاذ محاضر في جامعة الـحكمة، مرافق الجماعة منذ بداية التأسيس.
كلمة الأباتي سمعان أبو عبدو الجزيل الاحترام،
الموتُ واقعٌ محتوم، أليمٌ، يُصيبُ كلَّ إنسانٍ، وعند حدوثِه، يذهبُ أكثريّتُنا إلى ممارساتٍ وثنيةٍ بعيدةٍ كلّ البُعدِ عن رجائِنا المسيحيّ بقيامةِ ربّنا من الموت. نغرقُ في بكاءٍ كئيبٍ، ونواحٍ رهيب… حزنٌ بلا رجاء. وأمام هذا الحدثِ المـَهيب، الكلّ يتضعضعُ، ويفقدُ كلَّ قدرةٍ على الكلام، والتّصرّفِ، تجاه أهلِ الفقيدِ، ونقفُ أمام الجثمان في الوَداعِ الأخير، مُشتّتي الأفكارِ، غائرينَ في حزنِنا، مُستسلمينَ لرحيلٍ، لا رجوعَ منه…
من هنا مسّتِ الحاجةُ، وألحّتْ على جماعةِ “اذكرني في ملكوتك” وضع كتيّب، من صُلبِ رسالتِها، كتيّب: “صلواتُ التّعزيةِ والرّجاء”. فمِن خلالِه، تستطيعُ الجماعةُ أن تُشاركَ أهلَ الفقيدِ بالمرافقِة والتّعزيةِ وبثِّ روحِ الرّجاءِ والصلاةِ وإظهارِ رحمةِ الله. كما يُشكّلُ هذا الكتيّب الرّفيقَ والصّديقَ للمحزونِ، إن أراد أن يلتجئَ إلى كلامِ الحياة. وهو كذلك وسيلةٌ مميّزةٌ تساعدُنا على اكتشافِ حقيقةِ سرِّ الموتِ في ضوءِ نورِ قيامةِ يسوعَ المسيح من بين الأموات، بعيدًا من الكآبةِ المميتة.
ويتضمّنُ الكتيّبُ: صلاةَ المرافقة، وهي مجموعة صلواتٌ ليتورجيةٌ مختارةٌ من طقوس كنائسِنا. بالإضافة إلى قراءاتٍ من الكتاب المقدّس؛ من مزاميرَ، ورسائلَ، وأناجيلَ. كما يحتوي الكتيّب على مختاراتٍ من رسائلِ التّعزية للآباء القدّيسين، وتراتيلَ متنوّعة، بأسلوبٍ تسهُل قراءتُه، وبنصوصٍ بسيطةٍ ومنسّقةٍ لتكون بمتناولِ الجميع.
وقد وُضِعَ هذا الكتيّبُ في الاختبارِ قبل نشرِه كي يكونَ سندًا ومُساعدًا لكلِّ محزونٍ أو فاقدٍ للرّجاء، ولِمن هم في شبهِ موتٍ روحي، أو نفسيّ، بسبب اليأسِ أو المرض؛ ولأبناءِ الرّعيّةِ في مرافقةِ الأهلِ عند انتقالِ أحدِهم إلى البيتِ الأبدي؛ ولكلّ ِعائلةٍ محزونةٍ بحاجةٍ إلى صمتٍ وتأمّل، فيرافقُها الكتيّبُ لتعيشَ الحالةَ الجديدةَ بكلِّ رجاء.
كما تأملُ الجماعةُ أن يُساعد هذا الكتيّبُ على فهمِ معنى الموت في ضوءِ كلمةِ الله التي هي حبٌّ، ورجاءٌ، وقيامة.
أُعِدَّ هذا الكتيّبُ بإشراف لجنةٍ من الآباءِ الأجلاءِ المرافقينَ للجماعة وهم:
– الخوري الفاضل جوزيف سلوم، خادمُ رعيةِ مار فوقا غدير، أبرشيّة جونية المارونيّة.
– قدس الأب ملحم حوراني، خادم رعيّة رقاد السّيدة، المحيدثة-المتن، أبرشيّة جبل لبنان للرّوم الأرثوذكس.
– الأب الفاضل نايف سمعان البولسي، خادم رعيّة قسطنطين وهيلانة للرّوم الكاثوليك – جونية.
– قدس الأباتي سمعان أبو عبده، من الرّهبنة المريميّة.
بالإضافة إلى فريقِ عملٍ من المدقّقينَ والمصحِّحينَ والطّابعين، والمخرجين…
فشكرٌ من أعماقِ القلبِ، إلى كلِّ هؤلاء، وإلى كلِّ مَن ساهمَ من قريبٍ أو مِن بعيدٍ في ولادةِ هذا الكتيّب.
والشكرُ، كلُّ الشكرِ نتقدّمُ به إلى أصحابِ السيّادة الساميّ الاحترام على قُدسِ بركتِهم لهذا الكتيّب من:
– صاحبِ السيّادة انطوان نبيل العنداري الّذي نوّه إلى كون هذا الكتيّب دليلاً ورفيقًا روحيًّا يساعدُ على الصّلاةِ والتأمّلِ بكلمةِ الله، وقد نُهِلَتْ الصّلواتُ والقراءاتُ والطِلبات والابتهالاتُ والمزاميرُ والتبريكاتُ من المصادر اللّيتورجيّة الـمُتَّبعة في كنائسِنا الشرقيّة.
– صاحبِ السيّادة جورج خضر الّذي أوصى قائلاً: ” عزّوا بعضُكم بعضًا بالروح الإلهي الذي فيكم وهو باعثُكم من قبرِ الخطيئةِ كلّ يوم حتى يَنهضَ الكونُ كلُّه بكم وتُصبحوا فرحَنا إلى الأبد”.
– وصاحب السيّادة المطران كيرلس بسترس الّذي شدَّد على كونِ صلاتِنا من أجل الراقدين تعبيرًا عن رجائنا بأنّ الّذين فقدناهم قد عبرَوا مع المسيحِ إلى الحياة الأبديّةِ وعن إيماننِا بأنّنا نحن منذ الآن أحياءٌ مع المسيح. ختامًا، نرجو أن يكونَ هذا الكتيّب-المولود الجديد لجماعةِ “اذكرني في ملكوتك”، مُمهِّدًا لولادتِنا الجديدة والأخيرة في البيتِ الوالدي، في المجدِ السّماوي.