تفسير الكتاب المقدّس،

الأب ابراهيم سعد،

“إنجيل القدّيس يوحنّا الرّسول – الإصحاح الخامس”

تكلّمنا، في المرّة الماضية، على لقاء يسوع بالسّامريّة بعد أن تكلّمنا عن لقائه بنيقوديموس اليهوديّ. وسنتكلّم، اليوم، على شفاء ابن خادِم الملك المُخلّع في الأصحاح الخامس من إنجيل يوحنّا الّذي يُخبِرنا عن قصّة تحريك المياه وكيفيّة
لقاء يسوع بهذا الرّجل إضافةً إلى ما سينتُج عنه.

يقول: “بعد هذا كان عيدٌ لليهود، فصعد يسوع إلى أورشليم. وفي أورشليم عند باب الضأن، بِرْكَةٌ يُقال لها بالعبريّة بيت حسدا لها خمسة أرْوِقة. وفي هذه، كان مُضطجِعاً جمهورٌ كثيرٌ من مرضى وعمى وعرج وعسم، يتوقّعون تحريك الماء، لأنّ ملاكاً كان ينزل أحياناً في البركة ويُحرّك الماء. فَمَن نزل أوّلاً بعد تحريك الماء كان يبرأ من أيّ مرض اعتراه. 

وكان هناك إنسانٌ به مرض منذ ثمانٍ وثلاثين سنةً. هذا رآهُ يسوع مُضطجِعاً، وَعَلِمَ أنّ له زماناً كثيراً فقال له: أتُريد أن تبرأ؟ أجابه المريض: يا سيّد، ليس لي إنسانٌ يُلقيني في البركة متى تحرّك الماء. ولكن بينما أنا آتٍ، ينزل قُدّامي آخر. قال له يسوع: قُمِ، احمِلْ سريرك وامشِ. وللحال، برئ الإنسان وحمل سريره ومشى. وكان، في ذلك اليوم، سبت. فقال اليهود للّذي شُفِيَ: إنّه سبت لا يحلّ لك أن تحمل سريرك. أجابهم: إنّ الّذي أبرأني هو قال لي: احملْ سريرك وامشِ. فسألوه: مَن هو الإنسان الّذي قال لك: احملْ سريرك وامشِ؟ أمّا الّذي شُفِيَ فلم يكن يعلم مَن هو، لأنّ يسوع اعتزل، إذ كان في الموضِع جمعٌ. بعد ذلك، وجده يسوع في الهيكل وقال له: أنتَ قد برئتَ، فلا تُخطئ أيضاً، لئلّا يكون لك الشرّ. فمضى الإنسان وأخبر اليهود أنّ يسوع هو الّذي أبرأه.”

علينا أن نفهم هذا المقطع من وجهة نظر أخرى. تذكّروا عندما كان يسوع يتحاور مع نيقوديموس، كان كلّ منهما يتحدّث من وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر الآخر، كما مع السّامريّة عندما قال لها إنّه سيُعطيها الماء فأجابته بأنّه لا يملك دلواً. كذلك الأمر في هذا المقطع، عندما سأل يسوع المريض إن كان يُريد أن يُشفى فأجابه أنْ لا أحد يُلقيه في البركة. لقد أجابوا كلّهم، نيقوديموس والسّامريّة والمخلّع وكأنّ يسوع غير موجود. وعندما انتبهوا لوجوده تغيّر النّقاش كما تغيّر السّلوك.

إذاً، بَقِيَ هذا الرّجل مُنتظِراً شفاءه مدّة ثمانٍ وثلاثين سنةً وهذا ليس صدفةً، فالشّعب الإسرائيليّ، أيضاً، بَقِيَ مدّة ثمانٍ وثلاثين سنةً في الصّحراء وكان يُريد الشفاء والحريّة والخلاص ولكن بحسب قوانينه. وتذكّروا كم أنّ الله عانى من هذا الشّعب وكان موسى هو الشّفيع. كان الله يُجَرَّب من قِبل شعبه بقولهم له إنّه إن لم يُنفّذ ما يُريدون سيعبدون الأصنام من جديد وكأنّ الله يحتاج إلى جمهورٍ وشعبٍ. كانوا يُريدون أن يحصلوا على ما يُريدونه بحسب القانون الّذي يتّبعونه لكنّهم لم ينجحوا. فجاء يسوع وأخبرهم عن المريض المُخلّع منذ ثمانٍ وثلاثين عاماً ويعني ذلك أنّ لا أمل له في التّقدّم، وكأنّه يقول لهم إنّهم باتّباع ناموسهم لن يتطوّروا، فهم في شللٍ تامّ.

لقد قال المخلّع ليسوع إنّه عندما يأتي ينزل قُدّامه آخر أيّ أنّ لا أحد يهتمّ بالآخر، فيُجيبه يسوع أن يقوم ويحمل سريره ويمشي. إذاً، هنا، يقول يوحنّا إنّك تستطيع أن تخلُص وتُشفى بحسب إرادة يسوع لا بحسب إرادتك. لذلك كان لا بدّ من أن يكون هناك تحوّل ما أو عمل إلهيّ يُغيّر النمط. لقد شُفِيَ هذا الرّجل بكلمة يسوع “قُمِ، احمل سريرك وامشِ”، بالكلمة الخلّاقة منذ بدء التّكوين، لِيكن نور فكان نور، ولغاية الآن.

مشى المخلّع يوم السّبت فكان ذلك أكبر صفعة لليهود. إضافةً إلى أنّ عقيدتهم وتفكيرهم لم يسمحا لهم بالتّقدّم. شفى يسوع المخلّع بكلمته، يوم السّبت، ما يتضارب مع فِكر اليهود. أنتَ تخلُص بكلمة الله غير مُحتاجٍ إلى تطبيق النّاموس، لذلك تستطيع أن تشفى يوم السّبت وتخْلُص من دونه ومن دون النّاموس. وهذا هو الصّراع الّذي كان قائماً، في الكنيسة الأولى، بين بولس الرّسول واليهود الّذين أصبحوا من المسيحيّين.

نحن في زمن الصّوم، أنا لا أطلب إليكم ألّا تصوموا ولكن لا تكونوا عبيداً للصّوم فبذلك تعودون يهوداً على الرّغم من أنّ يسوع قد شفاكم من كلّ عبوديّة وأعطاكم قانون الحريّة. أنتم عبيد لكلمة المسيح الّتي اكتشفتم، بأنفسكم، أنّها هي الشّافية.
قال اليهود للمخلّع الّذي شُفِيَ كيف يحمل سريره ويمشي يوم السّبت ولكنّهم لم ينتبهوا أنّه شُفِيَ ولم يفرحوا لذلك. لا تزال العقليّة اليهوديّة تسكن عقولنا، ولغاية الآن لم نعتمد لأنّ المعموديّة هي معموديّة الذّهن. فإذا أخطأ أحدهم وبعدها تاب عن خطإه، لا تتذكّرون إلّا أنّه أخطأ، في الوقت الّذي يكون، بالنّسبة إلى الله، من أعظم التّائبين، لأنّكم تعتبرون أنّ لا فائدة لكم من توبته بل تعتبرون أنّه بمقدوركم معرفة إن كان معكم أو ضدّكم، وبذلك تُقرّرون ماهيّته، أيّ تصنيف النّاس موجود في العقليّة، وهو مُرتبط بالإدانة والحكم.

يقول شخصٌ غير مسيحيّ: “ما هي المحبّة؟ المحبّة هي ألّا تحكم على الآخرين”. لقد فَهِمَ ذلك الشّخص محبّة يسوع وهو ليس مسيحيّاً. ألم يقل يسوع “أنا ما جئتُ لأدين، جئتُ لأخلّص”. هذا المريض المشلول لم يعد يرى شيئاً بل قام وحمل سريره ومشى ولكن بعد كلّ هذا يعود إلى الوراء، كما قال بولس الرّسول: “أيّها الغلاطيّون الأغبياء، مَن رقاكم لِتبتعدوا عن الإنجيل” أيّ أنّ الله أعطاهم الرّوح فأرادوا الرّجوع إلى الجسد. نحن أبناء الحقّ، أبناء الحريّة نصبح، عند أقلّ زلّة، حرفيّين وناموسيّين وفرّيسيّين أكثر ممّن هم أصلاً من الفرّيسيّين، مع العِلم أنّ يسوع قال: “إن لم يزد بِرُّكم على الكَتَبَة والفرّيسيّين لن تدخلوا ملكوت السّماء” أيّ أنّ البِرّ موجود فيهم لكنّهم اعتبروا أنّ برّهم هو منهم لذلك قرّروا أن يدينوا الآخرين.

لقد قال اليهود للمخلّع إنّه لا يحقّ له أن يحمل سريره ويمشي يوم السّبت فأجابهم أنّه ليس بحاجةٍ الى الرجوع إلى النّاموس ليعرف ما يحقّ له وما ليس من حقّه، فالّذي أبرأه قال له أن يحمل سريره ويمشي. وعندما تقبل كلمة يسوع يجب ألّا تعود إلى الوراء. وهذا هو صراع بولس الرّسول مع الغلاطيّين الّذين قبِلوا بالرّوح من خلال سماع الإيمان لا بأعمال النّاموس.

في أحيانٍ كثيرةٍ، يكون تفكيرنا مُشابِهاً لِتفكير اليهود فمثلاً الصّوم لا يُجري ضبطاً للنّفس. يعتمد الرّهبان نمط صوم مختلف عن النّمط الّذي نتّبعه، لأنّهم أخذوا على عاتقهم نمطاً معيّناً مُرتبِطاً بصلوات وأعمال يدويّة وحياة وقرار. عليكم أن تصوموا ولكن عليكم، أيضاً، أن تعرفوا سبب صومكم.
واليهود، هنا، لم يرَوْا شفاء المُخلّع بل رأوْا، فقط، أنّه حمل سريره. لذلك، في العهد الجديد، الأعمى هو اليهوديّ. فالعميان الّذين شفاهم يسوع هم من اليهود وكلّ الخرسان الّذين شفاهم هم من الوثنيّين، وأحياناً، في إنجيل متّى، يشفي شخصاً أعمى وأخرس في الوقت نفسه ليقول إنّه جاء لِيُخلّص الجميع على حدّ سواء.

في الإصحاحيْن الثّامن والتّاسع من إنجيل متّى، هناك تسع معجِزات تؤكّد لكم نظريّتي. أربع منها لليهود وأربع أخرى للوثنيّين. أمّا العجيبة المُتبقيّة فيذكر فيها قصّة امرأة نزفت دماً وفتاة في الثّانية عشرة من العمر تُحتضَر. نازِفة الدّم تعني النّجاسة إضافةً إلى أنّها لا تستطيع الإنجاب أيّ لا حياة لديها، والفتاة البالغة من العمر اثنتَيْ عشرة سنة، وهذا الرّقم مُرتبط بالقبائل اليهوديّة، هي على شفير الموت، ما يعني أنّ الوثنيّين لا يستطيعون إعطاء الحياة بسبب عقائدهم، وكذلك اليهود، وهذا بسبب وصولهم إلى الإفلاس النّهائيّ. فجاء يسوع ليُحيي الواحدة ويشفي الأخرى. وإذا قرأتم إنجيل متّى تجدون أيضاً بعض العجائب، فإذا جمعتموها تجدون أنّها أربع لليهود وأربع أخرى للأمم وواحدة يشفي فيها شخصاً أعمى وأخرس في الوقت نفسه، أيّ هو يهوديّ وأمَميّ. إذاً الخلاص للأمم ولليهود هو فقط بيسوع وليس بالآلهة أو بالنّاموس. وبعد أن تقبل الخلاص بيسوع لا ترجع إلى الوراء كي لا يُصيبك الشّرّ.

بالعودة إلى يوحنّا، عندما سأل اليهود المُخلّع مَن هو الإنسان الّذي قال له “احمل سريرك وامشِ” أجابهم بأنّه لا يعرف. لم يكن يعلم لأنّ يسوع اعتزل، اختفى عنه. وبعد ذلك يسوع وجده، من جديد، في الهيكل. على الرّغم من أنّه شفاه تابع البحث عنه. ليس عليك أن تطمئن إلى أنّك تؤمن بيسوع بل إلى أنّ يسوع يؤمن بك كإنسان.

بعد أن وجده يسوع في الهيكل قال له “أنتَ قد برئت، فلا تُخطئ أيضاً” أي لا تنتظر أحداً غير يسوع، بمعنى آخر، لا تعد إلى الوراء فإذا آمنتَ بالمسيح وكنتَ يهوديّاً لا تعد إلى النّاموس، كذلك الأمر إذا كنتَ وثنيّاً لا تعد إلى عبادة الأصنام بعد ذلك. “فمضى الإنسان وأخبر اليهود أنّ الربّ يسوع هو الّذي أبرأه” أيّ أنّه أصبح مُبشّراً، شاهِداً للرّب يسوع.

يُتابع: “ولهذا كان اليهود يطردون يسوع، ويطلبون أن يقتلوه، لأنّه عمل هذا في سبت” أيّ أنّه ضرب النّاموس وأتباعه، بمعنى آخر هو يُنهي ديناً أيّ وجوداً، فالدّين الّذي تتبعه مُرتبِط بوجودك. لذلك خيرٌ مني أن يموت واحدٌ عن الأمّة لأنّه لو بقي يسوع ولم يقتلوه لكانت انتهت الأمّة اليهوديّة.

يُتابع: “فأجابهم يسوع: أبي يعمل حتّى الآن وأنا أعمل” أيّ لا وقت للرّاحة عندهم. الله، في اليوم السّابع، استراح من عمليّة الخلق ولكنّه لم يسترح من الرّعاية والانتباه والأبوّة. “فمِن أجل هذا كان اليهود يصرّون على أن يقتلوه، لأنّه لم ينقض السّبت فقط، بل قال أيضاً إنّ الله أبوه، مُعادِلاً نفسه بالله” جميعنا نقول إنّ الله هو أبونا ولكنّ الكلمة الّتي يقولها يسوع عن أبيه مختلفة عن كلمتنا. لا أحد يقولها إلّا إذا كان أباه الحقيقيّ أيّ يُصبح مثل أبيه، من الطّينة نفسها. كان يسوع كافراً، مجدّفاً بالنّسبة إلى اليهود، مع العلم أنّ اليهود هم أوّل من صدّقوا أنّ يسوع هو ابن الله لذلك قتلوه. لَوْ لم يُصدّقوه لَما كانوا قتلوه لأنّه كان هناك العديد من الأشخاص يقولون بأنّهم المسيح ولكنّهم لم يقتلوا أحداً منهم. عندما نظر المسيح إلى اليهود سألهم “أنتم شعب الله؟” فأجابوه بأنّه قد جاء من أجلهم، فأخبرهم بأمرٍ كانوا يجهلونه وهو أنّ شعب الله هو لكلّ النّاس وليس فقط لليهود. فإمّا هو ليس المسيح وإمّا هم ليسوا شعب الله؛ فكان الأسهل، بالنّسبة إليهم، أن يقولوا بأنّه ليس المسيح ويقتلوه.

يُتابع: “فأجاب يسوع وقال لهم: الحقّ الحقّ أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلّا ما ينظر الآب يعمل” أيّ ما أقوم به هو عمل إلهكم الّذي تؤمنون به، وإذا لم تؤمنوا بي فأنتم لا تؤمنون به بمعنى آخر أنتم الكفرة.

“لأنّه مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك، لأنّ الآب يُحبّ الابن ويُريه جميع ما هو يعمله، وسيُريه أعمالاً أعظم من هذه لِتتعجّبوا أنتم. لأنّه كما أنّ الآب يُقيم الأموات ويُحيي، كذلك الابن أيضاً يُحيي مَن يشاء”. هذا في الإصحاح الخامس. أمّا في الإصحاح الحادي عشر فيسوع يُقيم أليعازر من الموت. “لأنّ الآب لا يدين احداً، بل أعطى كلّ الدّينونة للابن” وعلى الرّغم من هذا، قال يسوع “أنا ما جئتُ لأدين بل لأخلّص”. “لكي يُكرّم الجميع الابن كما يُكرّمون الآب. مَن لا يُكرّم الابن لا يُكرّم الآب الّذي أرسله” أيّ أنتَ أيّها اليهودي لم يعد دينك من الأديان السّماويّة لأنّك إن لم تقبل بيسوع المسيح ستُصبح من دون إله أيّ ستُصبح وثنيّاً، مُلحِداً.

يُتابع: “الحقّ الحقّ أقول لكم إنّ مَن يسمع كلامي ويؤمن بالّذي أرسلني فَلَهُ الحياة الأبدية، ولا يأتي إلى الدّينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة. الحقّ الحقّ أقول لكم إنّه تأتي ساعةٌ وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله، والسّامِعون يَحْيَوْن، لأنّه كما أنّ الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته” أي هو صانِع الحياة. “وأعطاه سلطاناً أن يدين أيضاً لأنّه ابن الإنسان” أيّ لأنّه أطاع الآب حتّى الموت. “لا تتعجّبوا من هذا، فإنّه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الّذين في القبور صوته، فيخرج الّذين عملوا الصّالحات إلى قيامة الحياة، والّذين عملوا السّيّئات إلى قيامة الدّينونة”. الجميع يقومون في يوم القيامة سواء أكانوا سعداء أو حزانى. 

بِحسب عملك أنتَ تُحدّد مصيرك وليس الله. أنتَ تدين نفسك، هو فقط يُعلن إدانتك. “أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً. كما أسمع أدين، ودينونتي عادِلة، لأنّي لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الّذي أرسلني”. رضى الله هو أن تسمعوا كلمة المسيح الّذي قال إنّه المِلء. هو الّذي يُكمل وليس أنتَ وإذا فعلتَ ذلك إذاً أنتَ سارِقٌ ولصّ كما يقول في الإصحاح العاشر.

انا لا أشرح لكم نصوصاً من خلال الإنجيل ولكن طريقة تفكير، فإذا قبلتم ما أقوله سينعكس ذلك على تغيير طريقة نظرتكم إلى مَن حولكم وتعاملكم معهم. وكلّما اختبرتم كلمة الله اكتشفتم محبّته، ويسوع المسيح هو كلمة الله، أمّا القدّيسون فغرفوا منه وأعطَوْكم. كلّ مَن يقول لكم عكس ما قاله يسوع فَلْيكن مطروداً، هكذا قال بولس الرّسول.

نحن، اليوم، في أزمة. الرّبيع المسيحيّ هو في الكنيسة والثّورة هي في أن تجعلوا النّاس ينتبهون، من جديد، لشريعة الحريّة. وهما كلمتان متناقِضتان، فالشّريعة هي القانون أيّ عليك أن تكون منضبطًا، ولكن الحريّة هي قانون غير انضباطيّ. الوحيد الّذي لا يخضع لأيّ قانون هو الله. يسوع يطلب إليك أن تكون مثل الله فتتحرّر من كلّ قانون ولكن شرط أن تُحبّ. إذاً يسوع المسيح هو أكثر قساوةً من إله العهد القديم، فاعتبروا أنّ هذا الأخير أوضح لهم ما عليهم فعله على الرّغم من أنّه قال لهم “أنا لا أريد ذبيحةً بل رحمةً” إلّأ أنّهم لم يفهموا ما قاله. 

عندما جاء يسوع، قال إنّه سيُحرّرك من هذه القوانين كلّها ولكن شرط أن تُحِبّ. مستوى الحبّ عندك يحلّ المشكلة، فالقانون يُطبَّق حيث تنقص المحبّة. يسوع أحبّكَ وعندما حان موعد دفع ثمن حبّه لك لم يتراجع بل تركهم يصلبونه كما كانت مشيئة الله، فنفذّ إرادته. هو الّذي أعطاني كلّ سلطان لأدين العالم أجمع. وعندما لا تسمع ما يقوله لك يسوع، تنتهي وظيفتك.

ملاحظة: دُوّن الشرح بأمانةٍ من قبلنا. 

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp