تفسير الكتاب المقدّس،

الأب ابراهيم سعد،

“رسالة بولس الرّسول إلى أهل رومية – الإصحاح السّابع”

النصّ الإنجيليّ:

“أم تجهلون أيّها الإخوة، لأنّي أُكلِّم العارفين بالنّاموس، أنّ النّاموس يسود على الانسان ما دام حيًّا. فإنّ المرأة التّي تحت رجلٍ هي مرتبطة بالنّاموس بالرّجل الحيّ. ولكن إن مات الرّجل فقد تحرَّرت من ناموس الرّجل. فإذًا ما دام الرّجل حيًّا تُدعى زانية إن صارت لرجلٍ آخر. ولكن إن مات الرّجل فهي حرّة من النّاموس حتّى أنّها ليست زانية إن صارت لرجلٍ آخر. إذًا يا إخوتي، أنتم أيضًا قد مُتُّم للنّاموس بجسد المسيح لكي تصيروا لآخر، للّذي قد أُقيمَ من الأموات لنُثمر لله، لأنّه لـمَّا كنّا في الجسد كانت أهواءُ الخطايا التّي بالنّاموس تعمل في أعضائنا لكي نثمِر للموت. وأمَّا الآن، فقد تحرَّرنا من النّاموس إذ مات الّذي كنّا مُمسَكين فيه حتّى نَعبُد بِجِدَّة الروح لا بِعُتقِ الحرف.

فماذا نقول: هل النّاموس خطيئة؟ حاشا، بل لم أعرف الخطيئة إلاّ بالنّاموس. فإنّي لم أعرف الشَّهوة لو لم يَقُل النّاموس لا تشتَهِ. ولكن الخطيئة وهي متَّخذة فرصةً بالوصيّة أنشأت فيَّ كلَّ شهوةٍ، لأنّ بدون النّاموس الخطيئة ميّتة. أمّا أنا فكنتُ بدون النّاموس عائشًا قبلاً. ولكن لـمَّا جاءت الوصيَّة عاشت الخطيئة فمُتُّ أنا. فوجدتُ الوصيَّة الّتي للحياة هي نفسها لي للموت، لأنّ الخطيئة هي متَّخذة فرصةً بالوصيَّة الّتي خدعتني بها وقتلتني. إذًا النّاموس مقدَّسٌ والوصيَّة مقدّسة وعادلة وصالحة. فهل صار لي الصالح موتًا؟ حاشا، بل الخطيئة. لكي تظهر الخطيئة منشئَةً لي بالصالح موتًا لكي تصير الخطيئة خاطئةً جدًّا بالوصيَّة. فإنّنا نعلم أنَّ النّاموس روحيٌّ وأمَّا أنا فجسدي مبيعٌ تحت الخطيئة، لأنّي لست أعرف ما أنا أفعلهُ إذ لست أفعل ما أريده بل ما أُبغِضُهُ فإيَّاهُ أفعل. فإن كنت أفعلُ ما لست أُريدهُ فإنّي أصادق النّاموس أنّه حسنٌ. فالآن لستُ بعدُ أفعل ذلك أنا بل الخطيئة الساكنة فيَّ. فإنّي أعلم أنّه ليس ساكنٌ فيَّ، أي في جسدي، شيءٌ صالح. لأنّ الارادة حاضرةٌ عندي وأمَّا أن أفعل الحُسنى فلستُ أجد. لأنّي لستُ أفعل الصالح الّذي أريده بل الشَّرُ الّذي لستُ أريدهُ فإيَّاهُ أفعل. فإن كنتُ ما لست أريدهُ إيَّاهُ أفعل فلستُ بعدُ أفعلهُ أنا بل الخطيئةُ السَّاكنة فيَّ. إذًا أجد النّاموس لي حينما أريد أن أفعل الحُسنى أنّ الشَّرَ حاضرٌ عندي. فإنّي أُسَّرُ بناموس الله بحسب الانسان الباطن. ولكنّي أرى ناموسًا آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطيئة الكائن في أعضائي، ويحي أنا الانسان الشقي. مَن يُنقِذُني من جسد هذا الموت. أشكُرُ الله بيسوع المسيح ربِّنا. إذًا أنا نفسي بذهني أخدم ناموس الله ولكن بالجسد ناموس الخطيئة.”

شرح النّص الإنجيليّ:

في هذا الفصل، يفسِّر لنا كاتب الرسالة فكرة واحدة ويدور النقاش حولها وهي مقارنة بين قوّة النّاموس وفعله ونتائجه ومفاعيله-ونحن نتكلّم عن النّاموس اليهوديّ-، وبين قوّة النّعمة وتأثيرها ومفاعيلها. تلك النّعمة أتت بيسوع المسيح. في هذه المقارنة، يقوم الكاتب بوصف واقع الانسان ولا يقوم أبدًا بتحليل عقائدي: إنّه يصف ما يقوم به الانسان وما الّذي لا يقوم به، كيف يعيش وكيف يفكِّر. ولكي تصبح الفكرة أكثر قربًا من السّامعين للرسالة، وضع الكاتب مقدّمة وأعطى مثالاً عن المرأة المرتبطة برجل وقال إنّ المرأة تبقى تحت ناموس الرّجل ما دام حيًّا. 

فكلمة ناموس الرّجل هنا لا نقصد بها الدونيّة بين المرأة والرّجل إنّما المقصود هنا المعنى القانونيّ لكلمة ناموس أي أنّ المرأة هي تحت رعاية رجل، تحت وصايته، تحت قانونيّة الارتباط. لذلك فإن كانت مرتبطة برجل لا يمكنها أن تكون ملتزمة برجل آخر، إذ إنّ هذا يُسمّى زنى. لكن إن مات الرّجل، أصبحت حرّة من الارتباط بموته، وبالتّالي لا مشكلة بارتباطها برجلٍ آخر. انطلق كاتب الرسالة من هذه المقارنة، الّتي يسهل على الجميع فهمها إذ إنّها مسألة جدًّا طبيعيّة، لينتقل إلى التّكلمّ عن النّاموس ومفاعيله. إنّ ارتباطك بيسوع المسيح يعني أنّ النّاموس قد مات عندك، وبالتّالي فمتى ارتبطت بيسوع لا تستطيع الابقاء على النّاموس وكلّ مفاعيله، وإلّا تكون قد دخلت في فصام أو “شِرك” كما يقول المسلمون. فلا يمكنك أن تدخل في النّعمة وأنتَ ما زلت تبقي على حرفيّة النّاموس وعبوديّته. إنّ كلمة الناموس في اللّغة اليونانيّة، تترجم بكلمة النواميس أي القوانين. هذه القوانين هي القوانين الموجودة في التوراة وقد تمّ إدخالها إلى فكرة الشريعة الّتي ما عدنا مرتبطين بها إذ إن ارتباطنا بيسوع هو الأقوى. فمثلاً لا يمكنك أن تتكلَّم عن المعموديّة الّتي تطرق على ذكرها كاتب الرسالة في الإصحاح السادس، وعن التبنيّ الذّي سيأتي على ذكره في الاصحاح الثامن من الرّسالة، والتّكلّم في الوقت ذاته عن تقدمة الذبائح في النّاموس لأنّها مفروضة عليك. ففكرة التبنيّ والمعمودية تتعارض وفكرة تقديم الذبائح. وبالتّالي ما نفع ما حصل على الصليب إن كنت ما زلت تقدِّم ذبيحة كفّارة عن خطاياك. فالذبيحة في العهد القديم كانت بمثابة فاتورة يجب تسديدها للرّبّ كي يمحو ذنوبنا وخطايانا الكثيرة عبر تقديم خروف إن كنت غنيًّا ويمامة أو حمامة إن كنت فقيرًا، في الهيكل.

 إذًا، فكرة ارتباطك بيسوع المسيح وإتباعك له، بكلّ أبعاد الإتبّاع، يحرِّرك من قانونيّة التقاليد الموجودة. النّاموس ليس أمرًا سيئًا، بل إنّ النّاموس من الله. لكن قبل أن يكون النّاموس، أنت لم تكن تملك الوعي والفهم الكافي لتعرف ما هو صح وما هو خطأ. لقد أصبحت قادرًا على أن تكتشف أنّ هذا التصرّف الّذي تقوم به لا ينطبق مع النّاموس، بعد وجود النّاموس فأدركت أنّك تخالفه، وأنّ ما تقوم به هو خطأ. إذًا النّاموس ليس هو الخطيئة، إنّما كشف لك أنّك خاطئ.

إذًا صراعك ليس مع النّاموس إنّما مع الخطيئة الّتي كشفها لك النّاموس. وهذه الخطيئة الّتي كشفها النّاموس لك هي أنّك في صراعٍ دائم بين ما تقوم به وما تريده. فصراعك إذًا هو صراعٌ مع نفسك إذ إنّك تفعل ما لا يجب القيام به. ونلاحظ أن بولس في هذا الاصحاح استخدم فعلين: “تعمل” و “تريد”، أي ترغب. إنّ الانسان لديه ثلاثة أمور أساسيّة هي الرغبة أي ما يريد، ثمّ الإرادة وأخيرًا القدرة أي العمل. إذا كان لديك الرغبة، فهناك إمكانيّة لتحقيقها إن كانت إرادتك منسجمة مع رغبتك، وهناك إمكانية لتحقيق هذه الرغبة من خلال العمل انسجامًا مع رغبتك. وتكمن المشكلة في فهمك الصادق لمفهوم الرغبة: عليك تحديد ما الّذي تريده في الحقيقة. فمن الممكن أن تكون مشوشًا في موضوع الرغبة فتكونَ ضائِعًا بين رغبتين: الرغبة الأولى توهمك بحصولك على نتيجة سريعة منها ولكنّها غير مضمونة؛ والرغبة الثانية نتيجتها تتطلب وقتًا وليست بالضرورة سريعة ولكنّها أكيدة، والانسان بطبعه يحبّ الحصول على نتيجة سريعة. 

فمثلاً إنّ قلت لكم إنّ هناك ورقتي يناصيب: الأولى نتيجتها الأسبوع المقبل والثانية نتيجتها الشهر القادم. إنّ غالبيّة النّاس حتمًا سيشترون ورقة اليانصيب الّتي نتيجتها ستكون الأسبوع القادم وذلك لأنّ الانسان لديه الرغبة في الحصول على الربح الأسرع. قلائل، بل نادرون، هم الأشخاص الّذين سيختارون ورقة اليانصيب الّتي نتيجتها ستكون الشهر القادم. لكن هناك أشخاص سيختارون شراء ورقَتَي اليانصيب وذلك لضمان فرصة ربح أكثر. إنّ غالبية النّاس تميل إلى الحصول على نتيجة سريعة وليست أكيدة، أمّا من يميل صوب الحصول على نتيجة مضمونة وليست بالضرورة سريعة، فهو الّذي لا يحصر تركيزه على فكرة اليانصيب أو الرّهان بل على فكرة الخيار: فهو لا يراهن إنّما يختار. في الرّهان، أنتَ لا تتحمّل إلاّ قسمًا صغيرًا من مسؤولية النتيجة الّتي ستحصل عليها، أمّا في الاختيار، فأنتَ المسؤول الوحيد عن النتيجة. لذلك نرى النّاس تختار الرهانات، وقد اكتشفنا من خلال التاريخ والحياة، أنَّ أكثريّة الرّهانات هي خاطئة. لكن إذا دخلت في مسألة تحقيق الرغبات على أساس الرّهانات، فمن الطبيعيّ أن تعيش في صراع بين العمل والارادة، أي بين أن تفعل ما لا ترغبه وألاّ تفعل ما ترغبه. 

إنّ ذلك طبيعيّ لأنّك تسعى إلى النتائج السريعة والرّهانات، وهذا على كافة الأصعدة في الحياة. إنّ كلمة رشوة لا تُستعمل في وضع أو حالة قانونيّة فهي تدّل على وجود وضع غير قانونيّ أو استفادة من موقعك في وظيفتك لمصلحة شخصيّة، وبالتّالي هناك أمر غير قانونيّ فيها. أمّا في لبنان، فقد أطلق على الرشوة اسم لطيف وهو “الإكراميّة” أو geste. مهما اختلقت تسمياتها إنّها في الحقيقة رشوة. فإن كنت تملك مقاييس للقيم والاخلاق فلا بدّ أن يدخل فيك الصراع حول قبول الرشوة أو لا، عند قيامك بخدمةٍ ما لأحدهم. ولِتُخفِّف من وطأة عذاب الضمير الّذي تشعر به، تلجأ إلى استخدام فلسفةٍ خاصةٍ بك لتبرير اللحظة، لحظة وقوعك في الخطأ. فتبرِّر خطأك مستندًا على حجتين: الحجة الأولى أنّه إن لم تقم أنتَ بهذا العمل غير المشروع، فسيقوم به أحد غيرك ويستفيد من تلك الرشوة. أمّا الحجة الثانية فهي بأنّك لن تقوم بهذه الخطيئة إلاّ هذه المرّة فقط، ومن ثمّ تعود إلى الانسجام مع أخلاقك المعتادة والمبادئ المتعارف عليها. ولكن التصرّف يصبح عادة والعادة تصبح طبعًا في الانسان، وهنا الخطر.

فإن كان لديك في مخزون ذاكرتك وفي كيانك الرّوحي مبادئ وقِيَم قد أخذتها من الإله الحيّ الّذي أنت مرتبط به، سيكون صراعك أكبر وأقوى بين الصح والخطأ، إذ إنّك تعرف أنّ ما تقوم به هو خطأ لكنّك تقوم به وتبرِّر نفسك بأنّ الانسان ضعيف. فيصبح تبريرك بمثابة لومٍ لخالقك، وتكون بذلك قد هربت من تحمّل مسؤوليتك، وقد خلطت بين الرّهان والخيار، إذ إنّك في بعض المسائل تختار، وفي البعض الآخر منها تراهن. فعندما تقف أمام التجربة تحنّ إلى الرّهان وتنسحب من الخيار. لكن عندما تُقدِم على الخطيئة وترتشي وتكتشف أنّها خطيئة، تقرِّر أن تختار العودة إلى الرّبّ ولكن بذهنية قديمة إذ تطلب من الرّبّ أن يعفو عمّا مضى لتبدأ معه من جديد، وهذا أمر خاطئ. لكن هذا لا يعني أن الله لا يغفر لك وأنّه لا يمكنك أن تتوب وتعود إلى الله، بل على العكس من ذلك. لكن حين ترتكب الخطيئة عن سابق تصوّر وتصميم واعدًا الله بأنّك ستتوب عنها لاحقًا، أنبّهك إلى أمرٍ ما هو أنّك لا تعرف ساعة موتك وقد لا يكون هناك وقت كي تتوب. 

إليكم هذه القصّة عن أحد الأشخاص الّذي كان يقوم برحلةٍ إلى دير ليشارك بالقدّاس وبيوم خلوة روحيّة. غير أنّ هذا الشاب قام بتناول الطعام ريثما يصل إلى المكان المنشود-ونحن في الطقس الشرقيّ أي في الليتورجيا الأرثوذكسيّة، نحبِّذ عدم تناول أي شيء قبل المشاركة بالذبيحة الإلهيّة-ولكنّه عندما وصل إلى الدير، شعر بوخز الضمير فقرَّر عدم التّقرّب من المناولة لأنّه تناول طعامًا في الصبّاح قبل الذبيحة الإلهيّة. فأقبل إلى سرّ الاعتراف، وقال للأب المعرّف أنّه تناول طعامًا في الصبّاح قبل القدّاس. فسأله الكاهن هل قمت بذلك عن غفلة أم عن سابق تصوّر وتصميم. فكان جواب الشاب أنّه تناول الطعام على الرّغم من علمه بأنّه سيشارك في الذبيحة الإلهيّة، عندئذٍ نَهاهُ الكاهن من التّقرّب من سرّ المناولة لأنّ توبته وموقفه ليس بنيّة صافيّة بل فيها زغل.

وهنا لا يجب الدّخول في نقاش حول موقف الكاهن كما حدث مع المرأة الكنعانيّة الّتي قرأنا عنها الأحد الفائت في الكنائس الّتي تتبع التقويم الشّرقيّ، إذ أصبحنا ننتقد كلام يسوع مع الكنعانيّة عندما قال لها أنّه لا يجوز إعطاء خبر البنين لجراء الكلاب، ونصبح عند ذلك في موقف المدافع عن المرأة الكنعانيّة وكأنّنا نحافظ على النّاس أكثر من يسوع. علينا فقط التّوقف عند المغزى من هذه القصّة. والمغزى هو، هل رغبتك كانت مرتبطة برهانات أم بخيارات؟ لذلك نرى أنّنا نقع في صراع. كلّ قصّة آدم ترتكز على هذه النقطة بالذات. فقبل مجيء المسيح، كان دور النّاموس أن يساعدك فيعطيك الخيارات الصحيحة. لذلك أطلق بولس على النّاموس لقب “pedagogos” أي أنّ النّاموس هو المربيّ، لأنّنا نتصرّف كأولاد ونحن لا نحسن الخيارات. وإنّ النّاموس الّذي هو من الله سيساعدنا لنأخذ القرارات الصحيحة، فإنّ الانسان يفضّل أن يسمع فتاوى تقول له ما هو صح وما هو خطأ أكثر ممّا يحبّ أن يُترك له الحقّ في أن يقرِّر ما هو صح وما هو خطأ. 

وهكذا هي الحال في كلّ الأمور مع الانسان، فمثلاً يأتي أحد الأشخاص إلى الكاهن ليسأله إذا كان يستطيع أكل طعام معين في الصّوم أو هل يجوز أن يصوم إن كان غير قادر على ذلك. فيعطي الكاهن جوابه للمؤمن بأنّه هو من عليه أن يقرِّر ما هو الصحيح بالنسبة له وما هو خاطئ. “كلّ شيء مُباحٌ لي ولكن ليس كلّ شيء يناسبني”، هذا ما يقوله بولس في رسالته إلى أهل قورنتس. إذًا عندما تتحلّى بالحكمة وتصبح قادرًا على القيام بالتّوازن في رغبتك بين ما هو رهان وما هو خيار، عندئذٍ تنسجم رغبتك مع إرادتك وقدرتك على الموضوع.

إنّ بولس في هذا الفصل من رسالته إلى اهل رومة يخبرك عن هذا المأزق الّذي أنت فيه، أي الصراع بين رغبتك وإرادتك وقدرتك، فنرى أنّ الآيات تتشابه وتفسِّر الواحدة الأخرى من أجل الوصول إلى الموضوع، فيقوم بمقارنة بين النّاموس والمسيح يسوع. إنّ النّاموس هو من الله تمامًا كما هو المسيح. لكنّ النّاموس لا يعني تقاليد الآباء، وتصرّفات النّاس بل كلمة الله الّتي أعطيت من الله لمسيرة هذا الشعب. إذًا النّاموس ليس كتاب الشعب اليهوديّ وتاريخ الشعب اليهوديّ. إنّ التوراة هي قصّة كلمة الله في التاريخ والجغرافيا. التوراة هي هذا القوس النّشاب الّذي إذا كانت رؤيتك ضعيفة تصبح إصابتك خاطئة. 

إذا كانت رؤيتك مشّوشة كانت إصابتك خاطئة. إذًا الموضوع كلّه هو في رؤيتك للأمور، أي في الذّهنيّة. إذًا المسيح لا يعطي فتاوى، بل يزرع فيك فكرًا هو فكره، وتصبح من خلاله رغبتك، فكرك وإرادتك وقدرتك على انسجام. ولا يعود هناك خوف من أن يكون تصرفك خاطئًا أم لا، وهذا ما يجعلك مرتاحًا مع ذاتك. بحسب النّاموس، عندما تقوم بأمر خاطئ يكون بانتظارك العقاب وكي تتجنّبه تقوم بتقديم الذبائح فتنجو منه، فيصبح عقابك أخفّ. إنّ المسيح بمجيئه وموته من أجلك قد نزع كلّ فكرة للعقاب، أو المخالفة، ووَضَعَكَ في جوّ آخر، أخذك من قانون الحرف إلى ناموس الرّوح، من قانون “تفعل ولا تفعل”، إلى قانون الحبّ: “مهما تفعل”. في النّاموس، إن فعلت الصّواب فلك أجرٌ، وإن لم تفعل الصوّاب فلك عقاب. أمّا في ناموس المسيح، إن فعلت الصوّاب أم لم تفعل، فلك العطيّة نفسها والحبّ نفسه والخلاص نفسه والتضحيّة نفسها لك. لكنّ الانسان يفعل ما يريد الآن ثمّ يعود ويتوب، وبالتّالي يكون مستمِّرًا بالعيش وفق ذهنية النّاموس ولم يصل بعد إلى فكر المسيح. 

فإن قام المسيح بإعطائك نعمة مجانيّة بإزالة فكرة الثواب والعقاب، وبالتّالي جعلك ترتاح، فهذا لا يعني أنّ تتصرف أنتَ كأنّك بلا ناموس، أنتَ تحت ناموس لكن لست تحت النّاموس اليهوديّ، بل تحت ناموس الحبّ. وإن كنت لا تريد ذلك النّاموس فأنت حرّ، ولكن حسب ناموس يسوع، ناموس الحبّ، أنتَ تملك الحقّ أن ترفضه أو تقبله. فإن أعطاك الرّبّ يسوع هذا الحقّ بأن ترفضه فهذا يعني أنّك حرّ وأنّك مسؤول. لا تستطيع أن تطلب من الله أن يعطيك حبّه إن كنت ترفضه، وتجبره على إعطائك هذا الحبّ حتّى إن كنت ترفضه، فهذا يُسّمى عطلًا. إذًا الحبّ الإلهيّ يدخلك في حالة الحبّ بعد أن يحرِّرك من النّاموس وإذا دخلت في حالة الحبّ، أنت في حالة الحريّة أي في حالة المسؤوليّة. وإن كنت في حالة المسؤوليّة فهذا يعني أنّك سيِّد، وإن كنت سيِّدًا لا تستطيع أن تتصرّف كعبد. وهنا تكلّم بولس عن موضوع الجسد والخطيئة وبالتّالي أشار بولس إلى أنّ الانسان ما زال في الذهنيّة القديمة، لذلك قال في الآية الأخيرة: “أشكر الله بيسوع المسيح إذ أنا نفسي بذهني أخدم ناموس الله”. فكلمة ذهني هنا تعني الفكر. وبالتّالي أنا أخدم بفكري ناموس الله أمّا بجسدي فأخدم ناموس الخطيئة. باللّغة اليونانيّة هناك تعبير sarkikos من كلمة sarx أي الجسد، وهناك كلمة أخرى pneuvmatikos من pneuvma أي الرّوح. إنّ النّاس يعتبرون أنّنا عندما نتكلّم عن الروحانيّة نقصد بها اللّاماديّة، وأنّ علينا ألاّ نفكّر بالأمور الماديّة بل بالروحيّة، وإنّ ذلك هو أمر غير مفهوم. إنّ مار بولس في رسالته عندما كتبها، فَصَلَ بين الرّوح والجسد، فهو لم يتكلّم عن الفصل بين روحك وجسدك، إنّما قام بالفصل بين عالم الرّوح وعالم الجسد. عالم الرّوح يعني حيث الرّوح القدس هو المخيِّم، المسيطر أي عندما تتصرّف بِعِدَّة الله. عالم الجسد، يعني عندما تتصرّف بِعِدَّة العالم أي حسب قواعد العالم وهنا عدنا إلى مفهوم النّاموس. إذًا إنسان جسدي تعني إنسانًا تحت طاعة العالم بسبب الخطيئة وإنسان روحانيّ تعني إنسانًا تحت طاعة الرّوح بسبب الحبّ الإلهيّ. قبل القيام بأي عمل، قبل النّوم، قبل الصلاة وقبل أن تخطئوا، تدخلون في هذا الصراع. لكن لماذا يستمِّر هذا الصراع أو يتوقف فيما يخصّ موضوع التّوبة الصّادقة أو غير الصادقة؟ إنّ السبب يكمن في وضوح أو عدم وضوح مفهومنا لموضوع الرغبة؛ عليك أن تعرف إن كنتَ تحت رهان أو تحت خيار. في علم النّفس، وهنا لا أقصد التحليل النفسيّ، إنّ تصرف الانسان مرتبط بطبعه الّذي يكون قد تكوّن فيه منذ صغره حتّى السنة السابعة من عمره، إذ ما بعد السبع سنوات تكون شخصيّة الانسان قد تكوّنت. 

إذًا الأمر يتعلّق في مرحلة الطفولة. لِنَعُد إلى الطفولة في علاقتنا مع المسيح، فإذا عدنا إلى الطفولة، علينا الاّ تكون تصرفاتنا كبالغين في حين أنّنا ما زلنا أطفالًا، هذا ما يسمّى بالمراهقة. فالمراهقة هي أن تكون خارجيًّا تبدو كبالغ ولكن تصرّفاتك تدّل على أنّك طفل. فانتبه كي لا تكون في مراهقة روحيّة، وتحاول إخفائها من خلال تصرفات تقويّة، والتحاقك بالطقوس الدينيّة وأشكال الطقوس كي تقنع ذاتك بأنّك تسير في الطريق الصحيح وأنّك تقوم بما هو صواب، وهذا هو النّاموس الّذي كان يتكلّم عنه الانجيل ويريد تغييره. وإليكم مثلاً، كم مرّة وأنتم في غمار الصّوم تنظرون إلى السّاعة لتعرفوا إن حلّت الظهيرة كي تتناولون طعامكم؟ كم من المرّات تحضِّرون الطعام وتجلسون وتنظرون إليه كي يحين موعد الطعام؟ كم من المرّات في فترة الصّوم تقوم بقالب حلوى صياميّ، غير أنّ هذا يُسمّى بشهوة الحلوى. فهذه الشهوة موجودة ولكن خلال الصّيام نمارسها بتقوى مزيّفة. نحن ندخل في موضوع الفتاوى خلال الصّوم لكي نستر وَهْمَ إراحة ضميرنا الرّوحيّ، فنعتبر ذواتنا تحت رضى الرّب. إنّ الانسان الّذي يعاني من الفراغ في مفهوم الوعي الرّوحيّ، يقع في أزمة في موضوع الصيّام قبل حلول السّاعة 12 ظهرًا ويحاول أن يبرِّر نفسه. أمّا الانسان الممتلئ روحيًّا بالفهم، فإن أكل أو صام، لا يجد مشكلة في ذلك. أنا لا أقصد أنّه لا يجب الصّيام. فإن اعتقدتم ذلك، تكونون قد عدتم إلى مرحلة الطفولة.

إنّ الصّوم المسيحيّ اليوم، أصبح صومًا بنمط وبذهنية يهوديّة، بشكل بوذي فارغ من المسيح، إذ إنّ أكثر الصائمين على هذا الشكل، الانسان الآخر غير موجود في حساباتهم. لا يمكنك أن تصوم صومًا له علاقة بقيامة المسيح المنتظرة إن لم يكن هناك إنسانٌ آخر أمامك قد صَلَبَته الدّنيا أمامك وانتَ أدخلته إلى صومك. فقد قال الله إنّ الصّوم الّذي يريده هو أن يكسر الانسان خبزه مع الجائع، وقد قال ذلك في العهد القديم في النّاموس. أمّا النّاس فقد قاموا بتقديم العشور للهيكل وقاموا بتقديم الذبائح، اعتقادًا منهم أنّهم بتلك الطريقة يرضون الله، فإنّهم هكذا فهموا النّاموس. إنّ الأمر ليس بصدفةٍ أنّ يعبِّر الله عن محبته لنا حين جعل ابنه الأزليّ السّاكن في العرش السّماويّ إنسانًا. إنّ ذلك هو نهج الله أي منطق الله، ليُفهِمَنا أنّ ذلك هو المنطق الّذي علينا إتبّاعه لنفهم حبّه لنا. فقد نلنا الأجر منذ البدء، فليس علينا التّكلّم من منطلق عقاب وثواب. فإن أعطاكم أحدهم ثروة، فهذا يعني أنّه وضع كلّ ماله بين يديك، ولن يسألك كيف صرفت وبذرت هذا المال، فإنّه لن ينزع منك الثروة، إذ قد سبق وأعطاك ثروته كلّها وهو بات لا يملك شيئًا. إذًا ليس من باب الصدفة أن يصبح ابن الله إنسانًا ليجعل نهجه نهجك. فعليك أن تماهي بين كلّ علاقة مع الله تريد أن تقيمها وتعبِّر عنها وبين علاقتك بالآخر. 

إنّ الله بات لا يفهم حبّك له إلاّ من خلال حبّك وتصرفك مع أخيك الانسان. وإذا كان الصّوم، هو تعبير من تعابير علاقتك مع الله، فلكي يفهم الله أنّ صومك هو تعبير من التعابير الجيّدة في علاقتك معه، عليك أن تُدخِل إنسانًا على صومك. والطريقة المثلى لكي تدخل إنسانًا على صومك هي في أن تطعمه. فليس عليك إذًا أن تحاسب الآخر إن صام أو لم يصم، إذ لا يجب أن يؤثِّر صيام جارك أو عدمه على إيمانك بالله، فلا يجب على ذلك الأمر أن يسبِّب لك أزمة إيمانيّة. إذا كانت هذه هي لغة الله الّتي يفهم من خلالها حبّك له، قولوا لي بربِّكم، أيّ ناموس يرسم ويحدِّد علاقة إنسان بإنسان إذا كان الحبّ موجودًا؟ إنّ الحبّ يلغي القانون، والقانون يُخلَق عندما ينقص الحبّ، لا بل القانون يستطيع أن يسير الانسان بحسبه دون حبّ، كما يمكنك أن تسلك بحسب الحبّ دون قانون لأنّ الحبّ يخلق فيك ذهنيّة ومنطقًا خاصًّا به. وهذا المنطق وهذه الذهنيّة تجعلك تختم هذا النّاموس، هذه الشريعة الإلهيّة الّتي هي الحبّ. لذلك مهما فعلت من أعمال فإنّ الله لا يفهمها على أنّها موّجهة إليه إلاّ إذا قمت بها تجاه إنسان. “فلي لم تفعلوه إن لم تفعلوه لإخوتي هؤلاء الصغار”، هذا ما قاله الله في مثل الدينونة. فالمشكلة هي أنّنا ما زلنا يهودًا متمسكين بالنّاموس والحلّ يكمن في معموديّة الفكر، وعند ذلك يصبح فكرك فكر المسيح. وبولس يعطينا الجواب عند سؤالنا عن فكر المسيح، في رسالته إلى أهل فيلبي فيقول: “فليكن فيكم هذا الفكر الّذي في المسيح يسوع أيضًا الّذي كان في صورة الله. لم يحسب خلسةً أن يكون معادلاً لله. لكنّه أخلى نفسه آخذًا صورة عبدٍ صائرًا في شبه النّاس. وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتّى الموت، موت الصليب. لذلك رفعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كلّ اسمٍ لكي تجثو باسم يسوع كلّ ركبة ممّن في السّماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض”. 

إذًا المشكلة تكمن في فكرك. إنّ رغبتك مرتبطة بخيارك، والخيار يتطلّب تحمّل مسؤولية، إذ يضمن لك نتيجة أكيدة لكن ذلك يتطلّب أن تتحلّى بصبر الانتظار، وجهاد الانتظار، وجهاد مواجهة الاشخاص الّذين يضعهم الله أمامك لكي تترجم له حبّك من خلالهم. هذه هي مشكلة كبيرة لكن لا يوجد طريق آخر: فإن رفضت أنت حرّ لكن إذا قبلت فهناك مسؤوليّة تُلقى على عاتقك. إذًا المشكلة الكبرى هي في أنّ الانسان يريد ولا يريد في الوقت نفسه. هناك نتيجة سريعة لكن غير مضمونة وهناك نتيجة أكيدة وهي مضمونة لكنّها تتطلب الانتظار، هذا ما يُسّمى الرّجاء عند المسيحييّن ويُسمى بالأمل عند غير المسيحييّن. نحن على رجاء، لذلك يقول بولس بما معناه أننّا نحن نعلم أنّ النّاموس روحيّ إذ إنّه من عند الله وأمّا الانسان فهو جسدي وهو معرّض للوقوع الدائم في الخطيئة. ومتى وقع الانسان في الخطيئة خاف من العقاب أي من النّاموس، وبالتّالي أصبح في عداوةٍ معه. إنّ الانسان يصبح على عداوة مع الله عندما يجعل من الله ناموسًا. فمثلاً عندما تضع دولتك قوانين السير، وتريد أن تخالفها، فإنّك تقوم بذلك إن كنت متأكدًا من عدم وجود رادارات وكاميرات مراقبة. أمّا في حال كنت متأكدًا من وجود أجهزة مراقبة، فإنّك لا تخالف القانون. إذًا عداوتك الأساسيّة هي مع الدولة. لكن إذا كنت على مستوى عالٍ من الأخلاق والقيم، فإنّك لا تخالف القانون، أكنت مراقبًا من الدّولة عبر الرادارات أم لم تكن، وبالتّالي سلوكك يكون نفسه في كلتا الحالتين. هناك تغيير للذهنية إذ تحترم القانون لا خوفًا من العقاب بل خوفًا من أن يتضرَّر الآخر نتيجة مخالفتك لقوانين السير، وأنتَ حبًّا بالآخر تحترم القوانين. هذا هو الفرق في كلّ الأمور.

عندما نتكلّم عن مفهوم الصّوم، وحتّى عن كلّ مفهوم في الطقوس والعادات، هناك خطر كبير أنّ نكون يهودًا بتذكرة مسيحيّة أو وثنين بثياب مسيحيّة، وفي داخلنا ما زال جسد الخطيئة يتحكّم بنا، أقمنا بها أم لم نقم بها، بمعنى أنّه علينا أن نزيل الخوف من الله من أن يعاقبنا إن قمنا بها أم لا. جاء المسيح ليقول لنا أن ننزع هذا الخوف من العقاب. فإذا أردنا أن نتبع المسيح فهذا يتطلّب مسؤوليّة والتزامًا، وإن رفضناه فنحن المسؤولون عن ذلك كوننا أحرارًا ولا نستطيع لوم الله على عدم إعطائنا حبّه الّذي رفضناه، وبالتّالي فهو لا يجازينا بتلك الطريقة بل يحترم إرادتنا. وهنا يقول الله لنا: “طبّلنا لكم فلم ترقصوا، ندبنا لكم فلم تبكوا”، وكيف السبيل لحلّ تلك المشكلة؟ نحن نحبّ الاهتمام بالظاهر فقط أي بتقديم العشور والاهتمام بالقبور كي تكون كلّ الأمور جيّدة من الخارج، أمّا الدّاخل فلا نهتّم به. فالرّبّ يقول لنا إنّه يريد رحمة لا ذبيحة، غير أنّنا نحبّ تقديم الذبائح، ونحن نقدّم البخور والذبائح للقدّيسين. نحن نُساهِم في إبقاء ذهنيّة اليهود عند المكرسيّن الّذين يجب عليهم تحريرنا من تلك الذهنيّة عندما نقدّم التقادم إلى القدّيسين، تقادم لا نفع منها. فالمكرّسون يستخدمونها من أجل أمور ماديّة واقتصادية أخرى. 

ومثالاً آخر، عندما تطلبون من الكاهن خدمة ما، تقومون بتقديم مساهمة ماليّة له إذ إنّ خادم الهيكل، من الهيكل يأكل. ولكن ليس بالضرورة أن يأكل خادم الهيكل حين يقدّم لك خدمة دينيّة فقط. فمثلاً عند معموديّة أحد الأولاد، نقدّم للكاهن مالاً. وهنا تكمن المشكلة فإن قبل المال ننتقده، وإن لم يقبله نلومه. لذا علينا إطعام خادم الهيكل ليس عند تقديم خدمة معيّنة لنا إنّما عندما نراه بحاجةٍ لنا ولمساعدتنا الماديّة. فإنّ الخدمة التّي يقوم بها من أجلك يعبِّر من خلالها عن حبّه لك. إنّها تشكِّل ردّة فعله تجاهك إذ إنّه لا يقوم بالسيمونيّة أي كما فعل سيمون السّاحر الّذي تكلّم عنه أعمال الرّسل. فهذا السّاحر طلب من الرّسول أن يعطيه المقدرة على شفاء النّاس، واعتقد أنّ الأمر هو تجارة. إنّ سيمون السّاحر كان يريد الحصول على هذه المقدرة على الشفاء من أجل ربح المال. ونحن نطلب من الكاهن الأمر نفسه، عندما نعطيه المال من أجل المعموديّة أو لكي يصلّي لنا، نحن نعتقد أنّنا نقدّم له مالًا لقاء الصلاة أو لقاء الحصول على سلطة الله. ونحن بالتّالي نجعل الكاهن لا شعوريًّا يربط أمر المال بأمر تقديم خدمة من السلطة الإلهيّة المعطاة له. فهو عندما أصبح كاهنًا نذر نفسه للّه، وليس من أجل الحصول على المال. نحن ندفعه للتفكير بالمال عندما نقدّم له المال فقط لقاء خدماته لنا. غير أنّه يجب علينا الاهتمام بالكاهن من كلّ النّواحي في رعيتنا كي يعيش عيشة لائقة ويدرس فيستطيع أن يشرح وينقل إلينا بشكلٍ صحيح كلمة الله. إذًا المسؤوليّة هي مسؤوليّة الجميع. إنّ المسيح عندما أتى قال إنّ لا فرق بين الخادم والمخدوم، غير أنّنا ما زلنا متعلّقين بفكرة الخادم والمخدوم.

ملاحظة: كتبت المحاضرة من قبلنا بتصرّف..

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp