انطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك”،

كنيسة مار يوسف – المطيلب، المتن.

المقدّمة:

شهد يوم 27/3/2008، ولادةً جديدةً، لجماعتنا الرّوحية الفتيّة، ببركة من الله، وبشفاعة القدّيس يوسف، في رعيّة مار يوسف المطيلب. وقد شارك في الذّبيحة كلّ من قدس الآباء: جان أبو زيد”، خادم الرعيّة، وجوزف سلوم، خادم رعيّة مار فوقا، غادير، وميشال عبود الكرمليّ. بمشاركة المؤمنين، أبناء الرعيّة المباركة. 

في الختام، ألقَت السيّدة جانيت الهبر، كلمةً بِاسم الجماعة، اختصرَت فيها الدّعوة والنّشأة والماهيّة، بعنوان: رسالتنا…

1. كلمة افتتاحيّة للأب المرشد ميشال عبود الكرمليّ:

في كلمته ذكّر الأب ميشال عبود الكرمليّ الحضور، أن واقعاً واحداً يجمعهم، وهو “الموت”، كما يجمعهم الإيمان بالله، والرّجاء بيسوع المسيح. فقد أتينا لنصلّي معاً من أجل الراقدين الذين سبقونا الى مجد القيامة، لأن أجمل هديّة، تُقدّم للموتى، هي صلاتنا من أجلهم، حيث تجتمع كنيسة الأرض، وكنيسة السّماء، فنصلّي نحن هنا على الأرض، ويصلّون هم معنا فوق، متذكرين دائماً أنّنا ولو صلّينا هنا بأجسادنا، فعلى أرواحنا، وأفكارنا أن ترتقي دائماً نحو السّماء.

2. عِظة القدّاس الإلهيّ للخوري جوزف سلوم، خادم الرعيّة:

بدأ الخوري سلوم عظته بشكر الرّبّ على هذا اللقاء الجميل، وأكّد لنا أن لقاءنا للصّلاة من أجل الموتى، هو لقاء نور وفرح، لا لقاء حزن ودموع. ثمّ يشكر الأب جان أبو زيد، على إتاحته الفرصة لنا حتّى نكون جزءاً من عائلته الحلوة المحبّة.

بعدها، حيّانا بالتّحيّة المسيحيّة الحقّة : “المسيح قام، حقاً قام”

وبعدما تأكد من أننا جميعاً، نؤمن بأن المسيح مات حقاً، وقام حقاً، وبأننا كلّنا نعرف أنّ الموت حقيقة، عشناها مع فقدان كلّ عزيز أو قريب، أو حبيب في عائلاتنا؛ وصل بنا الى الاعتراف بإيماننا بأن الأموات يسكنون قلب الله، وفي عالمه، وبأن لهم القيامة نفسها التي هي ليسوع المسيح. وبعدما تأكد من إنّنا كلّنا نسير على الطريق السّليم، إذ إننا نؤمن بكلّ ما جاء أعلاه، انطلق في عظته، وقد ارتكزت هذه الأخيرة، حول قصّته ل”يوحنا الذهبي الفمّ”، احد آباء الكنيسة، وقد مات منذ 1600 سنة .

وتدور أحداث القصة، حول شخص يمرّ بضيق شديد، وصعوبات جمّة في حياته، جرّاء قضيّة في المحكمة. فقصد ثلاثة أفراد لطلب المساعدة. فاعتذر منه الأول ورفض المساعدة، ووعده الثاني بها لكنّه خذله عند باب المحكمة، أما الثالث فقد خلّصه من ضيقه.
ثمّ شرح لنا الأب سلّوم معنى المثل. فالشخص الواقع في الضّيق هو الميّت منا، أما الفرد الذّي اعتذر ولم يساعده فهو ممتلكاته الماليّة والمصرفيّة الدّنيويّة.

فالثاني الذّي تأثّر لضيقه، ووعده بالمساعدة، يتمثل بالأقارب والأهل والأصحاب الذين تركوه وحده في القبر بعد إتمام مراسم الدّفن، وعادوا الى بيوتهم، وانقطعوا عنه.
أما أعمال الميت الصالحة وصلوات الجماعة التي يقدمها أهله وأقاربه في قداديسهم تمثل الفرد الثالث الذي خلّصه من هذا الضّيق الشّديد.

وفي ضوء هذه القصة، توقّف الخوري جوزف سلوم عند نواحٍ ثلاث نتأكد من خلالها، أن هناك حياة ثانية، لمن ما زال يشكّ في ذلك، وهي :
ما جرى مع مريم المجدلية عندما جاءت تطلب يسوع في القبر، فلم تجده، فطمأنها يسوع بمناداتها باسمها. فهذه الواقعة تظهر لنا أن يسوع سيبقى معنا، كما بقي معها، من خلال كلمته في الإنجيل، المليء، بشواهد على القيامة.

أمّا تلميذا عمّاوس العائدان، وخطواتهما مثقلة بالألم والحزن لفقدان المسيح، تماماً كحالنا هذه الأيام، فقد أبهجهما حضور يسوع بينهما، ومكوثه عندهما، هكذا، على كلّ منّا دعوة المسيح الحاضر معنا في القربان المقدّس، ليزوره في محنته، حتّى يرى كلّ أمواته في قربانة يتناولها، إذ إنّ روحانيّتنا ترتكز على وجود المسيح في القربان، وحضوره معنا في القدّاس.

أمّا شخصيّة توما المميّزة، فقد أظهر لنا يسوع، من خلالها، جراحه المقدّسة التّي تظهر حقيقة موته وعذابه، كما يظهر لنا أيضاً تجلّي حبّ الله، أكثر من تجلّي الألم من خلال الجرح الذي يضع توما اصبعه فيه، إنما إظهار هذا الجرح هو بمثابة دعوة الناس الى الإيمان.

وقبل انهاء العظة، أبدى الخوري سلّوم إعجابه بجمال كنيسة مار يوسف، التّي عمل عليها ابناء الرّعيّة مع خوريها، والتي زيّنتها الرّسوم الرّائعة الشّبيهة باللّوحات في الكاتدرائيّات العالميّة، ممّا يساعدنا على التأمّل والصّلاة…

فتذكرّ قصّة أحد الرّسامين الإيطاليين، الذي أراد أن يرسم لوحة العشاء السّري، فاحتاج الى شخص، يستوحي منه ملامح “يهوذا” الإسخريوطي. وبعد بحث طويل، وجد في إحدى طرقات روما، سكيراً لا يعي دربه ولا مصيره ولا واقعه، وبعد إقناعه بالذّهاب معه حتّى يرسمه مقابل صندوقي نبيذ، بدأ الرّسام عمله؛ وبعد مرور ثلاث ساعات، وفي منتصف اللّوحة، فوجىء الرّسام بالسّكير يبكي، فسأله عن السّبب فأخبره، أنّه هو نفسه الذّي استدعاه منذ سنتين ليستوحي منه ملامح يسوع المسيح، استدعاه اليوم لأنّه رأى فيه “يهوذا”.

وهكذا، فسر لنا الأب، أنّ في كلّ واحد منّا، يكمن يسوع ويهوذا، ومهمتنا في الجماعة، إحياء صورة يسوع لتُضيء فينا، ونصير معاً الى حياة السّماء التي وعدنا بها الرّب.
وأخيراً، شكر الأب سلوم الحضور، وتمنّى أن يكثّف ويكثر في القداس المقبل، كما تمنّى ألا ننسى موتانا، وأن نبشر بالقيامة دائماً. المسيح قام!

ملاحظة: دوِّنت العظة بأمانةٍ من قبلنا.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp