انطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك”،

كنيسة مار يوسف – الدبيه، الشوف.

المقدّمة:

على خُطى مار بولس انطلقْنا، اثنَي عشرَ رسولاً الى الدِّبية – الشوف، وفي قلوبنا غيْرةٌ على نقلِ بشارةِ الرّجاء بالربّ يسوع. وأيُّ استقبالٍ كان لنا في أحضان كنيسة “الرَّحمةِ الإلهيَّةِ” الوحيدة في ربوعِ لبنان! فارتَمَينا بعبق الروح بينَ ذراعَي يسوع، ضارعين أن يُمطِرَ علينا مراحِمَهُ، مُسَبِّحينَ العذراءَ مريمَ ومُستعطفينَ إيَّاها “يا قدِّيسة مريم يا والدة الله، صلِّي لأجلنا نحنُ الخطأة”. ليبدأَ بعدَها القداس الاحتفاليّ لأجل الرّاقدين على رجاء القيامة الذي احتفل به الخوري اغناطيوس الخوري، خادم الرعيّة، بمشاركة أبناء الرعيّة، وأفراد من جماعتنا الوافدين من رعايا متعددة، وفي الختام، ألقَت السيّدة جانيت الهبر، كلمةً بِاسم الجماعة، اختصرَت فيها نشأتها، روحانيّتها، ونشاطاتها الروحيّة.

 عِظة القدّاس الإلهيّ للخوري اغناطيوس داغر، خادم الرعيّة:

وأخيراً، جماعة “اذكرني في ملكوتك” هنا، في كنيسةِ مار يوسف – الدِّبية. أهلاً وسهلاً بكم في رعيتكم، ونشكرُ الرَّبَّ على مرور الأحداثِ الأخيرةِ بسلام، وعلى عودتنا للاجتماع بكم لمرةٍ ثانية. عسى أن نجتمعَ دوماً لنمجِّدَ ونسبِّحَ الله، ونصلِّي لكل شخص فقدناه في حياتنا ليلقى جزاء الرَّبُّ له على قدر سعة رحمته، فيكون شريكاً معه في الملكوتِ كما وعدنا.

والاسمُ ليس بحاجةٍ للكثير من التفسير “اذكرني في ملكوتك” ومن له أذنان للسمعِ فليسمع: وردت هذه العبارة في الإنجيل، في رواية حادثة الصَّلب، حين صرخ لصُّ اليمين “اذكرني يا رب متى أتيتَ في ملكوتِك”، فأجابه يسوع: “اليومَ تكون معي في الفردوس”. إذاً الموضوعُ الأساسي هو الإيمانُ بشخص يسوع المسيح له المجد، والذي سيخلِّص البشريَّة أجمع، وقد خلَّصها فعلاً بموته على الصَّليب. وبمجرَّد أن نؤمن بالمسيحِ ونعلِنَها له صراحةً: “أنتَ ربي وإلهي وسيِّد حياتي بأكملها، حاضري وماضيَّ ومستقبلي”، ستُفتحُ أبوابُ الملكوت جميعها أمامنا.

ونحن اليومَ نجتمعُ مع بعضِنا البعض لنصلِّيَ لأنفُسِ الأموات الذين سبقونا، ونحن لا نصلي لهم لأننا نشكّك بكلمة الرب يسوع المسيح “اليومَ تكون معي في الفردوس”، بل نصلي حتى نخفِّفَ من عذاباتهم، إذا ما كانت هناك هفواتٌ صغيرة ارتكبوها في حياتهم ويتألمون بسببها في المطهر. لأننا جميعنا نتشارك سويَّا؛ الكنيسة الأرضية المجاهدة، والكنيسة السَّماوية الممجَّدة، ونشكل معاً الجسم الواحد، جسد المسيح السِّرِّي. إذاً هذه هي صلاتنا اليوم لأجل الموتى، ليست تشكيكاً بكلامِ المسيح، بل تسريعاً لدخولهم إلى الملكوت.
ستقوم الجماعةُ بتعريفنا بنشأتِها وأهدافِها ودعوتها في نهايةِ القدّاسِ، وقد طُلبَ منكم يا أخوتي أن تُسجِّلوا أسماءَ من فَقَدْتُم في سجلِّ يُطلَقُ عليه اسمَ سجلِّ الأموات، وهو في الحقيقةِ سجلُّ الحياةِ، نضعُ فيهِ أسماءَ من سبقونا، لنشتركَ وأفراد الجماعة حول العالم في الصَّلاة راحةً لنفوسهم. وقد ذُكِرت أهميَّة الصلاة لأجلهم في العهد القديم، كما في العهد الجديد، وهم أحياءٌ لأنَّ يسوع قال: “من يؤمن بي وإن مات، يحيا”.

ملاحظة : دوّنت العظة بأمانةٍ من قبلنا.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp