انطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك”،
كنيسة مار تقلا – المروج، المتن.
عِظة القدّاس الإلهيّ للأب جوزف العلم، خادم الرعيّة:
افتتح عظته الأب جوزف العلم بالتّوضيح أنّ هذا اليوم ليس يوم الأحد ولا يوم القيامة، وبأنّه يتلو إنجيلهما للاحتفال بالقدّاس الأوّل لجماعة “أذكرني في ملكوتك” في رعيّته؛ كونها جماعة تدعو بالتّسلّح برجاء القيامة لبلوغ الملكوت. والملكوت – كما عرّف به – هو قرب يسوع المسيح، هو قيامة كلّ ميت كما قام هو، هو الفرح، هو انتقال، وجسر عبور من هذه الحياة الفانية إلى الحياة الثّانية، إلى الحياة الجديدة.
ونوّه إلى أنّ الكلّ يخاف الموت، لأنّ فكرته السّلبيّة جذّرتها تقاليد اليأس ما قبل المسيح في أذهاننا؛ كما ذكّر بأنّ الموت انتقال لا يُرمز إليه بِلِبس اللّون الأسود، ولا بِتجهّم الوجه وتَكدُّره بالحزن.
وشاركَنا تجربته مع أمّ فقدت ولدين لها في سنتين، وقد تفاجأ بأنّها هي الّتي عزّته وقوّته وشجّعته، وفسّرت له ما هو الموت؛ كما أدهشته شدّة إيمانها، وقناعتها العميقة بأنّ “ولديها ملاكان يصلّيان لها في السّماء”؛ قالتها بوجه منوّر وبكلّ جرأة وهي تبشّر بالعبور.
ثمّ أشار إلى أنّ جماعة “أذكرني في ملكوتك”، قد نشأت بهدف تغيير مفهوم الموت- الحزن والأسى والفشل والنّهاية، حتّى يصبح بالرّجاء بيسوع المسيح المنتصر على الموت فرحاً، وانتصاراً، وبداية البدايات، وانتقال للقاء الرّب والقدّيسين. واستشهد بحادثة الصّاعقة الّتي ضربت الدّير وأحرقت كلّ شيء، ولم يشعر “مار شربل” بها، لأنّه كان مخطوفاً، في حضرة الرّب، يشاهد المرحلة الثّانية، وكيف عليه أن يعيشها. كما استشهد بخوف المريميات- اللواتي ربّين يسوع المسيح- لدى تدحرج الحجر، فكان الحزن هو العدوّ الاوّل، واللّون الأسود هو العدوّ الثّاني.
ودعانا أخيراً لأن نفرح ببساطة الإيمان الصّادق، لدى مفارقة الأحبّاء للحياة، ليقين منا أنّهم في دنيا الحقّ؛ وشدّد على أنّ العمل المفيد الوحيد هو الصّلاة من أجل المنتقلين منا، وعلى أنّ مرافقة الميت تكون بالصّلاة، وبالصّلاة فقط كي يرحمه الله، فنطلب شفاعته.
ونهاية، دعا الجميع للمشاركة في الصّلاة من أجل الموتى ضمن قدّاس يقام في الثّلاثاء الثّاني من كلّ شهر، عند الساعة السّادسة مساء، مع جماعة “أذكرني في ملكوتك”؛ إذ في قلب كلّ منّا حرقة، دعونا نحوّلها إلى صلاة ومشاركة للتقرّب من أمواتنا. وأنهى عظته بالتّعريف بأهداف الجماعة وروحانيّتها ونشاطاتها.
المسيح قام، حقًا قام!
ملاحظة : دوّنت العظة بأمانةٍ من قبلنا