انطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك”،
كنيسة مار ضوميط – عين الخروبة، المتن.
المقدّمة:
مِن مار ضومط- عين الخروبة، وبِمنتهى الفرح، انطلقنا بالقدّاس الأوّل الشهريّ لأجل الإخوة الرّاقدين على رجاء القيامة بمشاركة أبناء الرعيّة وإخوة من رعايا متعدّدة، وقد احتفل به الأب روبير عوض- خادم الرعيّة والخوري المرشد جوزف سلوم- خادم رعيّة مار فوقا، غادير. وفي الختام، ألقَت السيّدة جانيت الهبر، كلمةً بِاسم الجماعة، اختصرَت فيها نشأتها، روحانيّتها، ونشاطاتها الروحيّة.
عِظة القدّاس الإلهيّ للخوري جوزف سلوم:
عشيّة حدث روحيّ تاريخيّ كبير، استُهلّت العظة بذكر حدث تنصيب غبطة البطريرك بشارة الرّاعي، كاردينالاً في روما، والدّعوة للصّلاة بفرح من أجله، ليلهمه الله ويعضده في رسالته في خدمة الكنيسة.
وقد تركّزت العظة على إعلان البابا سنة 2012، سنة للإيمان، في ذكرى مرور خمسين سنة على صدور كتاب مهم في المجمع الفاتيكاني، ومرور عشرين سنة على إصدار كتاب التّعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة. كما أنّ البابا يُدرك أزمة الإيمان في هذا العصر، فجعل الإيمان عنواناً لهذه السّنة، حتى يجدّد كلّ منا إيمانه.
من هنا بدأ الخوري سلّوم بإعلان الإيمان من خلال حقيقة قيامة يسوع المسيح. الإيمان بيسوع المسيح الحيّ القادر على كلّ شيء، هو الذي انتصر على الموت عدوّنا اللّدود. موته على الصّليب من أجلنا هي الحقيقة التي عليها ألاّ تغيب عن بالنا، بل أن تبقى معنا في كلّ وقت، لتشجّعنا وتعزّينا، وتوضّح مفهوم المسيحيّة للموت، ما بعد قبر المسيح الفارغ. هذه الحقيقة التي يجب أن نعترف بها كلّ يوم، بالفعل والتّصرّف، لا بالشّكل وبالصّورة.المسيح ليس مجرّد مسبحة نعتنقها، أو صورة في محفظتنا، أو بخور نحرقه ساعة الضّيق. إيماننا بالمسيح مسيرة من المعموديّة إلى الأبديّة، وتذكّر دائم لمن سبقنا من أحبّائنا الذين يجب ان نصلي من أجلهم، إذ إنّ موتهم لم يعد نهاية، واضمحلالاً، ونسياناً، بل صار بالمسيح تذكاراً، وبداية، وشراكة لنا معهم في القدّاس، وأعمال رحمة ترأف بالفقير من أجلهم. عندما سئل نابوليون: متى يموت الإنسان؟ أجاب: عندما يغيب عن فكرنا واهتمامنا وقلوبنا. فعلى الموت أن يتخطّى البعد العاطفي من بكاء وتأثّر على الميت، ليصير ذكرى دائمة لهذا الميت في الصّلاة من أجله، وإقامة القداديس على نيّته، ولتحقيق شراكة القدّيسين. إذ إنّ المال والممتلكات لا تساعد ميتاً، أو إنساناً في ضيق، لأنّها لا تُفارق الدّنيا، والأهل والأصدقاء كذلك، يصلون بالميت إلى القبر ، يتركونه ويعودون إلى بيوتهم. وحدها أعماله الصّالحة، وصلوات المحبين، والقداديس تخلّصه من ضيقه.
الإيمان المقترن بالأعمال الصّالحة ينجّينا ساعة الموت، الذي يغافلنا ويأتي من دون إذن، وهذه الأعمال وحدها تجعلنا مستعدّين لساعة الموت المفاجئة.
ملاحظة : دوّنت العظة بأمانةٍ من قبلنا.