انطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك”،
كاتدرائيّة مار عبدا – بكفيا، المتن.
عِظة القدّاس الإلهيّ للمونسنيور ايلي خوري، خادم الرعيّة:
باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.
نجتمع اليوم لنقيم القداس الأول مع جماعة اذكرني في ملكوتك، وأود أن أذكركم يا أحبتي أنه بإمكانكم تسجيل أسماء موتاكم في سجل “اذكرني في ملكوتك” لنذكرهم في هذا القداس. نحن فرحون اليوم باستقبالكم، ونشكر الله ونشكركم على هذه المبادرة، وقد سرَّ الكثير من أبناء الرعية بهذه الفكرة ، اليوم قد أتوا ليصلّوا معنا، وهذا أمر يمس أفئدتنا وضمائرنا ويدفعنا لذكر أمواتنا في صلاتنا دوماً.
ويبقى أمر آخر مهم جدا، وهو أنه لا يمكننا دخول السماء إن لم تكن في قلبنا محبة. قد نأتي إلى الكنيسة ونخرج منها دون أن ندخل إلى قلب الآب، وهو لا يعرفنا ولا يرانا في الكنيسة إن كان في قلوبنا حقد. فالسلام الذي نوزعه على بعضنا في الكنيسة ليس مجرد حركة نقوم بها، بل هو وسيلة لتذكيرنا قبل الدخول في الذبيحة الإلهية أنه على قلوبنا أن تمتلئ بالسلام، سلام الرب، سلام الغافر لمن أساء إلينا، وسلام التائب عما أسأنا به للآخرين، وهنا ندخل السماء ونتشارك الذبيحة الإلهية مع إخوتنا الذين سبقونا إلى فوق، وتصبح ذبيحتنا مَرْضيّة ومقبولة. وكلنا نذكر كلام يسوع الذي مفاده أننا إن كنا نقدم القربان وتذكرنا أن لأخينا علينا شيئاً، فعلينا أن نترك قرباننا ونذهب فنصالحه ثم نعود لنقدم القربان. أي لكي يقبلنا الرب، ونحن بدورنا نقبله ونراه ونشعر أنه قد لمس قلبنا في القداس ونحن لمسنا محبته، علينا أن نعيش السلام. ونحن ندرك أن عيش السلام ليس بالأمر السهل، لذلك علينا أن نحياه ببساطة، ونعتذر للرب عن إساءتنا لأي شخص كان، ونتوب ونعده بأن نصبح أفضل، وان نسامح الآخرين أمام الرب ونغفر لهم، فتكون ذبيحتنا مقبولة ومباركة وتصل لقلوب من سبقونا إلى السماء، والذين هم حاضرون معنا لأنهم حاضرون في قلب الله.
على هذا الأساس نصلي، وبهذا الاستعداد أطلب -قبل أن ندخل القسم الثاني من القداس- بقلب منسحق يا رب مغفرة خطايانا إذا أسأنا للآخرين، وأطلب منك أن تمنحنا القوة لنسامح من أساء إلينا، لنكون في شراكة جميلة مع حياتك يا الله، ومع حياة القديسين.
في آخر القداس سنشاهد عرضا مصورا عن الجماعة التي تنطلق اليوم في رعيتنا، ثم سنصلي صلاة تليها البركة، وبعدها نود أن نلتقط صورة تذكارية معكم جميعا، لنتذكر أننا كنا أول من احتفل بهذا القداس في بكفيا.
ملاحظة: دونت العظة بأمانةٍ من قبلنا.