كلمة الجماعة في انطلاقة رسالة “أذكرني في ملكوتك” ، 2008
السيّدة جانيت الهبر، مؤسِّسة الجماعة،
رسالتنا…
في البَدء كان واقع الرّحيل الأليم، ومعه علاماتُ تعجُّبٍ وتساؤل: مَن أنتَ أيّها الموت؟ يا فاهاً فُتِح لِيَبتلع الأحبَّاء، يا حصّاداً يَجمعهم غِلالاً ما نَضجَت في عيوننا أبداً، وما حانَ وقتُ قطافها بَعد، يا سِراً لا يُدرك. ولكن بنِعمةٍ من الربّ، تقبلناه بِطاعةٍ كليّة، قائلِين مع يسوع المسيح في جبل الزيتون: “لتكن مشيئتك!”.
نعم، بِنعمةٍ إلهيّةٍ تحوّلت صرختُنا إلى وَعيٍ إيماني، فتجلَّت في عبارة “اذكرني في ملكوتك”. في البَّدء كانت الصّرخة، والصّرخة صارت “جماعة”.
بِنعمةٍ من الربّ، قرأنا في الإنجيل: “أنا القيامة والحقّ والحياة، مَن آمن بي وإن مات فسيحيا” بتلاوة إيمانيّة فرِحةٍ، أين منها خوفُنا القديم من الموت؟
بِنعمةٍ من الربّ، فُتِحت بصيرتُنا وأيقنّا أنّ الموت هو الانتقال إلى النّور، والعبور إلى الحياة الجديدة!
بِنعمةٍ من الربّ، صرنا صوتاً صارخاً في وجه الحزن والظلمة ووثنية الوَداع الأخير!
وبِدعوةٍ من الربّ، تنادينا لنَجتمع ونُصلّي من أجل الرّاقدين، من أجل المنتقلِين، العابرين، من أجل “القائمِين” إذ “أعظم الأعمال وأتقاها وأقدسها هو الصّلاة من أجل الموتى المؤمنِين”، على حدّ قول القدّيس أوغسطينوس.
هكذا، حملنا رسالة الرّجاء بِقيامة الرب يسوع، والصّلاة لأجل الرّاقدين، فبِالصّلاة لأجل مَن سبقونا، نشترك وإيّاهم في وليمة السماء ونتقدّس جميعاً في ظل شراكة القديسِين: “أحياء” على الأرض و”أحياء” في السّماء.
فمِن وَهج أنوار القيامة، ندعوكم، أنتم الواقفِين في ظلال الموت، تبكون الغُيَّاب، نقول لكم كما قال ربُّنا يسوع المسيح: تعالوا إلى القيامة، اخرجوا من ظلمة الموت، فتَجدوا مَن غاب عنكم في فرح السّماء، في ذُرى الأعالي الحقيقيّة مع المسيح المُنتصر على الموت، بِولادةٍ جديدة مع الثالوث الأقدس وأمّنا العذراء والقدِّيسِين الأبرار.
رسالتُنا، أنْ نَصِل إلى إخوتنا الخمسة في أقطار العالم، عمل محبّةٍ ورجاءٍ وإيمان. هذه هي رسالتنا…
لنُصَلِّ لأحبّائنا وإخوتنا وأهلنا المنتقلِين منّا، علَّ الربّ يَشملهم بِرحمته ويدخلهم في نوره. فلنَتخطَّ حزنَ الموت لأنّه هو العُبور السّماوي، ولنَعِش للقيامة فهي حقيقة إيماننا.