كلمة الجماعة في انطلاقة رسالة “أذكرني في ملكوتك”، 2010
السيّدة جانيت الهبر، مؤسِّسة الجماعة.
نشأة الجماعة، روحانيّتها، ونشاطاتها:
بفرحٍ عظيمٍ نلتقي مع أهلنا المؤمنين، أبناء هذه الرعيّة المباركة، لنُصلّي معًا لأجل أحبائنا الذين غابوا عنّا وعبَروا إلى الحياة الأبدية، إيمانًا بقيامة الرب يسوع المسيح الحيّ، ولأنّ المحبّة هي أقوى من الموت، عملًا بمقولة يعقوب الرسول: “صلّوا لأجل بعضكم بعضًا”. فالجميع، أحياءً وراقدين، هم أحياء عند الله.
نشأت جماعة “أذكرني في ملكوتك” الرسوليّة منذ أربع سنوات، إثر واقعٍ أليمٍ في سِرّ الموت، الذي لم نكن نُدرك عمق معناه. وبنعمةٍ من الربّ وتدبيره، تنادينا لنصلّي لأجل إخوتنا الراقدين على رجاء القيامة، في ذبيحة الإفخارستيا، مشتركين في الخبز الواحد، في فرحٍ طاهرٍ هو يسوع المسيح، كي نحيا نحن وأمواتنا بمحبّته، في شراكةٍ أبديةٍ معهم، حتى تتعزّى نفوسنا بِفرح قيامته، وتُبلسم الجراح بفقدان الأحبة، ونردّد معًا: “المسيح قام، حقًا قام”.
وانطلقنا نشهد لكلمة الحياة من خلال رسالتنا الشهرية “إلى إخوتي الخمسة”، وفق ما ورد في إنجيل لوقا، مثل لعازر والغني: “أسألك يا أبتِ أن ترسله إلى بيت أبي، فإنّ لي خمسة إخوة…” (لو 16: 19-31)، لتعزيز الرجاء بالسيّد المسيح المخلّص الذي حوّل حزن الموت إلى فرح عبورٍ حقيقيّ.
وكما أوصانا الله: “كلّ ما فعلتموه لأحد هؤلاء الصغار، فلي قد فعلتموه”، فقد كانت رحمة الربّ علينا واسعة، وتجلّت بأعمال محبّة أسعدَت الأطفال، فرّحَت قلوب المسنين، وأضفَت على أيامهم الأخيرة أسمى معاني الحياة، ورسمت البسمة على شفاه المرضى والمصابين بإعاقة.
وبإلهام الروح، انتشرَت رسالتنا في الكنيسة، حاملةً رسالة القيامة والرجاء بالرب يسوع الحي، في تسع عشرة رعية إلى الآن بين الوطن وبلاد الانتشار: من اللاغوس في نيجيريا، إلى لندن، وعمان، ونورمان في أوكلاهوما.
كما افتتحت الجماعة مركزها الروحيّ الجديد في زوق مكايل، في 28 تشرين الأول 2009، بمباركة روحيّة جامعة. فحَفل البيت بمحاضرات التنشئة الروحيّة والإرشاد الروحيّ، مما ارتقى بالنّفوس إلى أعلى مصاف الإيمان، وصار مساحة جامعة للإرادات الطيبة الوافدة من كلّ الرعايا.
كلّ الشكر للعناية الإلهيّة على رعايتها لمسيرتنا الإيمانيّة وانطلاقة جماعتنا الرسوليّة في رعايا متعدّدة في الكنيسة، ولكلّ الآباء الروحيين على محبتهم ودعمهم لرسالة “أذكرني في ملكوتك”، ولكلّ المؤمنين على جهودهم الصادقة ومشاركتهم فرح رسالتنا، مجسّدين الروح المسيحيّة الحقّة، حتى ينمو مشروع الله فينا، ونسير بالرّوح الواحد على درب الملكوت، مردّدين معًا على الدوام: “أذكرني يا ربّ في ملكوتك”.