كلمة الجماعة في انطلاقة رسالة “أذكرني في ملكوتك”، 2013
السيّدة جانيت الهبر، مؤسِّسة الجماعة.
كلمة الجماعة، نشأتها، روحانيّتها، ونشاطاتها:
يسُرّنا اليومَ أنْ نحتفلَ معاً بالقدَّاسِ الشهرّي الأول لأجلِ الرَّاقدينَ في رعيتِكمْ المباركةِ، ونحن نرجو اللهَ الآبَ أن يُثبِّتَ خطانا لنسيرَ وإيَّاكُمُ الدَّربَ في خدمةِ رسالتِنا الرُّوحيةِ “اذكُرني في ملكوتِكَ” بقلبٍ واحدٍ ورجاءٍ واحد.
منذُ ثماني سنواتٍ، واجَهْنا ألم الموت، الذي لم نكن نُدركُ عمقَ معناهُ. فتقبَّلناهُ بطاعةٍ كليَّةٍ، وانطلقْنا كعائلةٍ نصلّي السُّبحةِ يومياً لأجلِ من غابَ وجهُهُ عَنَّا، علّ محبتَنا له تدومُ ويبقى ذكرُه طيباً في قلوبنا وينالُ من عَليائه الرضى والرحمة.
لكنَّ نعمةً إلهيَّةً ظلَّلَتْنا، أيقظَتْ بصيرَتَنا، وأفاضَتْ في قلوبنا الفرحَ والتعزية. فأعدْنا بوعيٍ إيماني قراءةَ كلامِ الرَّبِّ يسوع: “أنا القيامةُ والحياةُ، فمن آمنَ بي وإنْ ماتَ يحيا” (يو 25:11)، وأيقنَّا أنَّ الموتَ هو العبورُ إلى النُّورِ، إلى الرَّبِّ يسوعَ، صانعِ الحياةِ، وإلى الحياةِ الأبديّة.
استَجبْنا لدعوةِ الآبِ للصَّلاةِ من أجلِ إخوتِنا المنتقلِينَ، وتنادَينا لتقديمَ الإفخارِستيا شهرياً لأجلِهِم، شهادةً للقيامةِ الحقيقيّة، وعملَ محبَّةٍ وإيمانٍ وتعزيةً للقلوب، حتى نلقاهُم بمعيَّةِ المسيحِ القائمِ، ونحيا وإيَّاهُم بالمحبَّةِ والرَّحمةِ. نضرعُ إلى اللهِ أن يهبَ إخوتَنا الرَّاقدينَ معاينةَ نورِهِ الإلهيِّ، هاتفِينَ في توبةٍ صادقةٍ: “اذكُرنا يا ربُّ متى أتيتَ في ملكوتِكَ”.
هكذا انطلقْنا بمشيئته تعالى وبمباركةٍ روحيَّةٍ جامعةٍ لنشهدَ للكلمةِ ونخدمَ هذا المشروعَ الإلهيَّ. بدأنا في الأوَّلِ من حزيران 2006، مُصغِينَ لإلهامِ الرُّوحِ القدسِ، ومجاهدينَ لنقلِ البشارةِ بالإيمانِ والشَّركةِ والمحبَّةِ. توسَّعنا في الخدمةِ لتشملَ رعايا لبنان وبلادَ الانتشارِ، حتى بلغنا اليوم الرَّعيةَ السادسةَ والأربعين، في دولٍ مثل الأردن، نيجيريا، كوتونو، لندن، أوكلاهوما، الأرجنتين، ماساتشوستس، كندا، وبروكلين.
كما نعملُ على نشرِ كلمةِ الحياةِ عبرَ رسالتِنا الشهريَّةِ “إلى إخوتي الخمسة” (لو 19:16-31)، ونقدِّم أعمالَ رحمةٍ ومحاضراتِ تنشئةٍ روحيةٍ وتفسيرٍ للكتابِ المقدَّسِ من مركزِنا في زوقِ مكايل.
في الختامِ، نرفعُ الشكرَ للعنايةِ الإلهيّةِ على نعمةِ هذا اللقاء. نسأل اللهَ أن نكونَ دوماً رسلاً للنورِ والرّجاءِ. نتقدَّمُ بالشكرِ إلى الآباءِ الأفاضلِ على محبّتِهم ودعمِهم، وإلى كلِّ من عملَ بإيمانٍ لنشرِ رسالتِنا الرُّوحية. وأخيراً، شكرٌ خاصٌّ لكم أيُّها الأحبَّةُ على مشاركتِكم فرحَ رسالتنا. نسألُ اللهَ أن يُفيضَ عليكم قُدسَ نعَمِهِ ويرحمَ أمواتَكم برحمتهِ العظمى،