انطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك”،

كنيسة مار تقلا – سد البوشرية، المتن.

المقدّمة:

على ضفاف المتن الشّمالي، النّابض بزخم الإيمان، وفي كنيسة مار تقلا، سدّ البوشريّة، انطلقت رسالتنا الإيمانيّة ضمن قدّاس احتفاليّ ترأّسه كلّ من الخوري جوزيف السّويد، خادم الرّعيّة، والخوري جوزيف سلّوم، خادم رعيّة مار فوقا – غادير، على أوتار الصّوت الملائكيّ للمرنّمة “نبيهة يزبك”، بمشاركة المؤمنين، أبناء الرعيّة، وأفراد من الجماعة في الرعايا المجاورة.

في الختام، ألقَت السيّدة جانيت الهبر، كلمةً بِاسم الجماعة، اختصرَت فيها الدّعوة والنّشأة والماهيّة، بعنوان: رسالتنا…

 عِظة القدّاس الإلهيّ للخوري جوزف سلوم، خادم الرعيّة:

استهلّ الخوري جوزيف سلّوم عظته بالتّوجّه بالشّكر للخوري جوزيف السّويد، كاهن الرّعيّة على استقباله للجماعة في كنيسته، بعد أن نوّه بعظة “مار بولس” التي امتدّت من ساعة المغيب حتّى اليوم التّالي، متوقّفاً عند الميزات الكلاميّة اللاّمحدودة لهذا القدّيس الواعظ الفيلسوف المثقّف، التي كانت تجذب الأنظار والأسماع إليه فلا يملّ المستمعون ولا يكلّون.

بعدها انتقل الخوري سلّوم إلى التّعريف بجماعتنا، مشدِّداً على أنّها جماعة رجاء بالمسيح، جماعة ترفض تحنيط يسوع، جماعة تعترف وتؤمن بالشّراكة التي لنا مع محبّينا المنتقلين منّا إلى الله، جماعة تصلّي لأمواتها، وتفكّر بهم، وتحيي ذكراهم دوماً بالصّلاة والذّبيحة الإلهيّة.

ثمّ أكّد الخوري سلّوم على أنّ الموت حقيقة، لا بدّ منها، حصّاد لا يرحم يأخذ من يشاء ساعة يشاء، وحشٌ قاسي القلب يبتلع الكلّ دون استثناء؛ إلاّ أنّ هذه الحقيقة، وهذا اللّغز اللذين كانا نهائييّن، مؤلمين، صارا بالمسيح القائم من الموت والمنتصر على سلطانه مصدرَي فرح وانتقال إلى الله، إلى عرش السّماوات، إلى حضن الآب. واتّخذ الخوري سلّوم من موكب أرملة يائير، وابنة طابيثا، والعازر، أمثلة إنجيليّة حقيقيّة على كون المسيح، هو الرّجاء، هو المــُقيم، هو الحياة. فبعد أن عرف بموت ابنة طابيثا، وبكاء وحزن أهلها عليها، وبعد أن رأى موكب الموت ونعش ابن أرملة يائير، وبعد أن حزن جدّاً، وبكى على موت صديقه ألعازر، تدخّل لينهي حزن الموت، ليعيد الرّجاء إلى قلوب الحزانى، ليفرح النّفوس، ليمسح الدّموع، فأقام هؤلاء الثّلاث من الموت. ولولا التقاء موكب الحزن، ودموع أهل ألعازر، وأهل الصّبيّة، بموكب فرح يسوع، لغرقنا في الحزن الأبديّ ولقضينا العمر نبكي، ونندب موتانا.

ثمّ نوّه الخوري سلّوم إلى أنّ مفتاحي السّماء هما: “إيماننا، وأعمالنا”، لا عظة الكاهن أو المطران يوم الدّفن، وهي مفاهيم بشريّة خاطئة في وداع الموتى الأحبّاء. المسيح قام، حقًا قام!

دُوّنت العظة بأمانةٍ من قبلنا.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp