انطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك”،
كنيسة مار جرجس – الديشونيّة، المتن.
احتفل بالقدّاس الإلهيّ الأب ايلي الغزال، خادم الرعيّة، بحضور الخوري المرشد جوزف سلوم، خادم رعيّة مار فوقا – غادير، كسروان. وخُتم القدّاس بكلمة للسيّدة جانيت الهبر عن نشأة الجماعة وروحانيّتها وأهدافها ونشاطاتها الروحيّة.
عِظة القدّاس الإلهيّ للخوري جوزف سلوم، خادم الرعيّة:
بدأ الخوري سلّوم عظته بذكر ألطف، وأظرف، وأحلى أعجوبة قام بها المسيح، وهي شفاء أذن الجنديّ الذي أمسك بيسوع عند تسليم يهوذا له في جبل الزّيتون، بعد أن قطعها له بطرس. عندها توقّف الخوري سلّوم عند أهميّة الأذن للسّمع أوّلاً، وللإصغاء ثانياً، وللإصغاء لكلمة الرّب أكثر من غيرها ثالثاً، لأنّ هذا الأخير لا يتكلّم في الضّجيج بل في السّكون. من هنا علينا أن نهدأ، ونصغي ونُحسن استخدام آذاننا لتَصِلَنا عبرها، كلمة الله.
بالتّالي، انتقل الخوري سلّوم، إلى تفنيد إنجيل المــُخلّع في كفرناحوم، فذهب إلى شرح ماهيّة وقصد الإنجيل من كلمة ” البيت” فقط، من دون ذكر المالك، وذلك عبارة عن أنّه البيت الوحيد، ولا بيت غيره، وأنّه بيت الكلّ على حدّ سواء؛ وبهذا الرّمز تُصوَّر الكنيسة التي هي البيت الوحيد للجميع، مع العلم أنّ البعض يشيرون إلى أنّ ذاك بيت بطرس. بعدها أشار إلى ” الضّوضاء والازدحام ” في البيت، في حين أنّ المخلّع لم يتفوّه بكلمة، إلاّ أنّ “المسيح كان يكرز ويُعلّم” في هذا البيت، وفي ذلك إشارة إلى أنّ الكنيسة هي المكان الأمثل والوحيد لتعاليم يسوع، نأخذها منها لا من غيرها من التّعاليم الخارجيّة المضَلِّلة. كما أنّ المسيح قد غفر للمخلّع خطاياه، وبالتّالي فالكنيسة مركز غفران الخطايا؛ عِلماً أن سلطان غفران الخطايا الذي للمسيح، لم يعترف به الفرّيسيّون، بل وجعلوه حِكراً على الله وحده، واستخدموا هذا الأمر حجّة اتّهام للمسيح في المؤامرة ضدّه، وتسليمه للموت. من دون أن ننسى أنّ المسيح قد “شفى” المخلّع، في هذا البيت وبالتّالي، اكتسب هذا البيت- الكنيسة الصّفات التّالية: “التّعليم ومغفرة الخطايا، والشّفاء”، ونرتبط به أي بالكنيسة ارتباطاً وثيقاً وانتماء قويّاً.
وآخر ما أشار إليه الخوري سلّوم كان ذلك الضّجيج الذي يملأ البيت والازدحام الذي يمنع مُريدي الوصول إلى يسوع من بلوغه وسماع تعاليمه، وتأسّف الخوري على كوننا في كثير من المرّات نكون مانعين للآخرين من الوصول للمسيح وسماعه. كما أشاد بعظمة إصرار وإيمان وتمسّك هؤلاء الأربعة الذين أوصلوا المخلّع إلى يسوع رغم كلّ الصّعاب، ونوّه بوجوب أن نكون أخوة متّحدين عاملين كهؤلاء الأربعة على إيصال بعضنا البعض إلى المسيح.
وأورد الخوري خبرَين مميّزَين، ورمزيَّين، أوّلهما، خبر البيت ذي الطّبقات الثّلاث وآخرها، وأقلّها أهميّة، “العليّة” التي من وقت إلى آخر يضع ساكنو البيت السّلم ليصعدوا إليها ويأخذوا منها ما يحتاجونه. وشبّهها بالله الذي أسكنّاه للأسف في عليّة قلوبنا، لا نذكره أو نعود إليه إلاّ، قليلاً، ودعانا أن نبقي السّلم- الصّلة بيننا وبينه موضوعاً لنَخلُص به. أمّا الخبر الثّاني فهو عن الإنجيل الذي بات في بعض البيوت قجّة، أو مخبأً للمال، إذ إنّه لا يُفتح ولا يُقرَأ، ودعانا الخوري بالتّالي إلى أن نجعل الإنجيل وقراءته من صميم حياتنا اليوميّة، وألاّ يبقى أثاثاً للزّينة.
وختم أخيراً بالتّذكير بالأخذ بقوّة كلمة الله، والعودة إليها، فهي الشّافية العاملة، وأن نحيي ذكرى موتانا ونصلّي إليهم ولهم لننال بشفاعتهم نعم ربّنا اللامتناهية.
ملاحظة: دُوِّنت العظة بأمانةٍ من قِبَلنا.