كلمة الجماعة في انطلاقة رسالة “أذكرني في ملكوتك”، 2012
السيّدة جانيت الهبر، مؤسِّسة الجماعة.
نشأة الجماعة، روحانيّتها، ونشاطاتها:
منذ ستّ سنواتٍ، أبصرَت جماعة “اذكرني في ملكوتك” النّور في الأوّل من حزيران 2006، بعد واقع الرّحيل الأليم، في سرّ الموت الذي لم نكن نَعي عمق معناه، فتقبلناه بطاعةٍ كاملةٍ، قائلِين: “لتكن مشيئتُك”.
وإذا بنعمةٍ إلهيّةٍ توقظ بَصيرتنا، فنُعيد قراءة حقيقة ما قاله السيّد المسيح: “أنا القيامة والحياة، فمَن آمن بي وإن مات يحيا”، بوعيٍ إيماني. عندها أدركنا أنّ الموت هو العبور إلى النّور الحقيقي، إلى “الربّ يسوع” صانع الحياة.
وبدعوةٍ من الربّ وبتدبيره، تنادينا لنُصلّي من أجل إخوتنا الرّاقدين بالمشاركة في سرّ الإفخارستيا، “راحةً لنفوسهم”، لنحيا وأمواتنا في فرحٍ طاهرٍ هو “الربّ يسوع” عربون الحياة الأبديّة. حتى تتبلسم الجراح بِفقدان الأحبّة وتتعزى القلوب بِفرح قيامته، وتستنير بنوره، هاتفةً بكلّ اتضاعٍ في توبةٍ حقيقيّة: “اذكرني يا ربّ متى أتيتَ في ملكوتك”.
هكذا انطلقنا بإلهام الرّوح وبمباركةٍ روحيّة وجدٍّ ثابتٍ نشهد للكلمة في خدمة رسالتنا الروحيّة، شاكرين الربّ، المحبّ للبشر، على مواهبه المحيية التي تقوّينا وتشدّ عزيمتنا في نشرها وتفعيلها، في سبع وعشرين رعيّة في الكنيسة الجامعة، كلّ في كنيسته، في لبنان وبلاد الانتشار في الأردن ونيجيريا ولندن وأوكلاهوما والأرجنتين، ومنها إلى البشرية جمعاء.
كما سعَينا للنموّ بالمعرفة الإيمانيّة من خلال محاضرات التنشئة وتفسير الكتاب المقدّس في مركزنا الروحيّ في زوق مكايل. ونسعى أيضًا لسموّ دعوتنا بأعمال محبّة مع الأطفال والمسنّين والمصابين بإعاقة، ونشهد لكلمة الحياة من خلال رسالتنا الشهريّة “إلى إخوتي الخمسة”.
واليوم، ببرَكة الربّ ومِلء الغبطة، نلتقي في رعيّتكم الموقرة، لنحتفل معًا بالقدّاس الشهري الأوّل لأجل الرّاقدين مع إخوة لنا رفاق في المسيرة من رعايا عديدة في لبنان. ولا يسعنا الاّ أن نتوجّه بالشكر القلبيّ الى العناية الإلهيّة على نعمة هذا اللقاء في رعيّتكم المباركة بشفاعة القدّيسِين الأبرار، ولكم آبائنا على محبّتكم ودعمكم لمسيرتنا، واليكم أبناء الرعيّة المباركين، على مشاركتكم وايمانكم برسالتنا، لنكون دوماً أبناء النّور، أبناء القيامة، ونهلّل معًا على الدوام: “المسيح قام، حقًا قام”.