[blank h=”20″]

[/blank]

[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]

انطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك”،

بالقداس الإلهيّ لأجل الراقدين على رجاء القيامة،
في كاتدرائيّة مار عبدا – بكفيا، المتن.

[/column]

[divider type=”1″]

[/divider]

[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]

عظة القدّاس الإلهيّ،

للمونسنيور إيلي خوري – خادم الرعيّة،

[/column]

[divider type=”1″]

[/divider]

[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

نجتمع اليوم لنقيم القداس الأول مع جماعة اذكرني في ملكوتك، وأود أن أذكركم يا أحبتي أنه بإمكانكم تسجيل أسماء موتاكم في سجل “اذكرني في ملكوتك” لنذكرهم في هذا القداس. نحن فرحون اليوم باستقبالكم، ونشكر الله ونشكركم على هذه المبادرة، وقد سرَّ الكثير من أبناء الرعية بهذه الفكرة ، اليوم قد أتوا ليصلّوا معنا، وهذا أمر يمس أفئدتنا وضمائرنا ويدفعنا لذكر أمواتنا في صلاتنا دوماً.

وبمحض المصادفة -إذ إن الإنجيل الذي تلي علينا اليوم ليس من اختيارنا- جاء في إنجيل اليوم قول يسوع: “من حفظ كلامي فلن يعرف الموت أبدا”، وهذا يا أخوتي أمر عميق وبسيط في آن. فهنا نفهم معنى الحياة، أي أن نكون مع يسوع المسيح، وإلا نصبح كأي كائن آخر –حيوان أو نبات- نعيش ونتحرك فقط. فالحياة الحقيقية هي التي يحدثنا عنها يسوع وحسب، مخبراً أنه جاء ليعطيها للناس بوفرة، ويحدد: “كلمتي هي الحياة”، ونحن نعلم تماما ما الذي يعنيه يسوع بقوله: “من يحفظ كلمتي”، أي من يفهمها ويقدرها ويعمل بها. كلمة الله هي كلمة الحياة، لذلك فمن يحيا كلمة الله لن يعرف الموت، وهذا بالنسبة لنا نحن الأحياء. وبموتنا مع يسوع ننتقل من حياة إلى حياة، ويقول يسوع: “وإن مات فسيحيا”، وقد أعطانا هذا الإيمان وعلينا أن نتحمل مسؤوليته في حياتنا اليومية، بمعرفتنا إن كنّا نحيا حياة حقيقية، حياة الله، حياة النعمة التي تنيرنا دائما وتجعلنا ننظر إلى الآخرين ونحبهم ونحيا بسعادة عميقة مصدرها الرب فقط، أم كنا نحيا مجرد حياة بيولوجية، مضمونها الأكل والشرب والنوم والفرح اليومي المزيف.
 
وفيما يخص هذا القداس الذي نذكر فيه موتانا، نحن نؤمن يا أخوتي –وهذا تعليم كنسي- أننا في كلّ مرة نلتقي فيها في القداس الإلهي ندخل السماء، وننفصل عن الزمان والمكان، فنحن الآن في هذا الوقت في الأبدية، فيسوع قدم ذاته كذبيحة منذ ألفي عام، وأينما كنّا في العالم وفي أي عصر من العصور، نحن نتصل بهذه الذبيحة التي لا مكان لها ولا زمان وندخل فيها. وإذا كنّا نحن اليوم ننضم إلى يسوع في ذبيحته ونقدمها لأجل موتانا، ونتحد معهم أيضا في الشركة الإلهية- شركة القديسين، يصير هذا المكان إذاً سماءً، أبدية، نحن فيها متحدين مع جميع الملائكة والقديسين، مع الآب والابن والروح القدس، وكل موتانا، وهذا ما يحدث في كل قداس. البارحة قالت لي السيدة جانيت الهبر فكرة جميلة جدا، مفادها أن المقاعد الخالية في الكنيسة ملآنة بالفعل، يجلس فيها من سبقونا إلى السماء. وهذه حقيقة جميلة، إذ نحن في حضرة الله متحدون معهم، في القداس الذي هو سماء مفتوحة.
 
ويبقى أمر آخر مهم جدا، وهو أنه لا يمكننا دخول السماء إن لم تكن في قلبنا محبة. قد نأتي إلى الكنيسة ونخرج منها دون أن ندخل إلى قلب الآب، وهو لا يعرفنا ولا يرانا في الكنيسة إن كان في قلوبنا حقد. فالسلام الذي نوزعه على بعضنا في الكنيسة ليس مجرد حركة نقوم بها، بل هو وسيلة لتذكيرنا قبل الدخول في الذبيحة الإلهية أنه على قلوبنا أن تمتلئ بالسلام، سلام الرب، سلام الغافر لمن أساء إلينا، وسلام التائب عما أسأنا به للآخرين، وهنا ندخل السماء ونتشارك الذبيحة الإلهية مع إخوتنا الذين سبقونا إلى فوق، وتصبح ذبيحتنا مَرْضيّة ومقبولة. وكلنا نذكر كلام يسوع الذي مفاده أننا إن كنا نقدم القربان وتذكرنا أن لأخينا علينا شيئاً، فعلينا أن نترك قرباننا ونذهب فنصالحه ثم نعود لنقدم القربان. أي لكي يقبلنا الرب، ونحن بدورنا نقبله ونراه ونشعر أنه قد لمس قلبنا في القداس ونحن لمسنا محبته، علينا أن نعيش السلام. ونحن ندرك أن عيش السلام ليس بالأمر السهل، لذلك علينا أن نحياه ببساطة، ونعتذر للرب عن إساءتنا لأي شخص كان، ونتوب ونعده بأن نصبح أفضل، وان نسامح الآخرين أمام الرب ونغفر لهم، فتكون ذبيحتنا مقبولة ومباركة وتصل لقلوب من سبقونا إلى السماء، والذين هم حاضرون معنا لأنهم حاضرون في قلب الله.
على هذا الأساس نصلي، وبهذا الاستعداد أطلب -قبل أن ندخل القسم الثاني من القداس- بقلب منسحق يارب مغفرة خطايانا إذا أسأنا للآخرين، وأطلب منك أن تمنحنا القوة لنسامح من أساء إلينا، لنكون في شراكة جميلة مع حياتك يا الله، ومع حياة القديسين.
في آخر القداس سنشاهد عرضا مصورا عن الجماعة التي تنطلق اليوم في رعيتنا، ثم سنصلي صلاة تليها البركة، وبعدها نود أن نلتقط صورة تذكارية معكم جميعا، لنتذكر أننا كنا أول من احتفل بهذا القداس في بكفيا.
ملاحظة: دونت العظة من قبلنا بتصرّف
 

[/column]

[blank h=”20″]

[/blank]

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp