انطلاقة “أذكرني في ملكوتك”،
كنيسة مار الياس – زوق الخراب، الضبيه، المتن.
عِظة القدّاس الإلهيّ للخوري جورج نخول، خادم الرعيّة:
باسم الاب والابن والروح القدس الإله واحد آمين.
إنني لم أختار لهذه المناسبة إنجيلاً خاصًا كي نقرأه اليوم، و لكن، كأنّ الربّ يُجيبنا عن تساؤلاتنا من خلال ابنة يائيروس “يا ابنتي قومي”.
اليوم يتكلّم الربّ مع كلّ واحد منّا وخاصة مع الّذين يعانون من ألم الإنسلاخ والفراق جرّاء الموت الّذي يسبّب لنا حزناً كبيراً جداً. نعم إخوتي، الموت لمسَنا ومسّنا جميعاً وهو موجود في طبيعة الحياة. ولكنّ كلمة الحياة اليوم تمنحنا الجواب الشافي.
إنجيل اليوم يتكلّم عن ابنة يائيروس “أيتها الصبيّة قومي”، وهنا أستطيع القول: من يستطيع أن يعطي إنساناً قد توفي نعمة الحياة من جديد الّا الربّ وحده يسوع المسيح ؟ ها هي الشهادة الحقيقية على أنّ سيّد الحياة وسيّد القيامة هو يسوع المسيح، وأمواتنا الراقدون هم أحياء لأنهم عبروا مع الربِّ يسوع المسيح من الحياة على الأرض الى الحياة الأبدية الجديدة مع الربِّ يسوع المسيح.
كذلك الأمر مع المرأة النازفة: ماذا حدث؟ هناك نزيف، جرح قوي، علامة خللٍ وضعف، سوف يسبّب الموت لأنّ هدر الدّم هو هدر وفقدان الحياة والقوّة لدى الإنسان والربّ يسوع يقول إنّ قوّة قد خرجتْ منّي؛ انها المرأة النازفة الّتي لمست طرف رداء يسوع فحصلت على نعمةٍ كبيرةٍ و توقّف نزيف حياتها.
أحبائي البعض منّا يتألّم كثيرا بسبب نزيف الموت وهذا أمر طبيعي، كما أنّ البعض منّا يتحرّر بصعوبة كبيرة من جرح الموت، خصوصًا عندما نفقد شخصًا عزيزاً جدًا وإنني أرى على وجوه البعض منّا اليوم غصّةً وحزنًا وألماً كبيراً ولا أحد يستطيع أن يفهم مشاعركم وحزنكم إلاّ من أصابه حزن الموت …
ولكن نعم، وحده يسوع يستطيع ذلك، فهو يمتلك القدرة على أن يتكلّم عن الموت ويؤثر فينا حقًا، وصدى كلمته تفعل فعلها فينا لأنه عاش الألم والموت حقًا والحياة والقيامة حقًا، لأنّه هو سيّد الحياة ولا حياة من دون المسيح.
واليوم لم نأتِ لكي نحزن بل لكي نتغذّى، ولم نأتِ لنُعيد الذكريات الأليمة بل لنعيش حياة مجيدة مع الرب يسوع. لم نأتِ لنمحوَ الذكريات بل لنكملها مع الربّ بصورة الحياة الجديدة والقيامة المجيدة، والدليل على ذلك اختبار جماعة “اذكرني في ملكوتك” قوة ونعمة الايمان منذ عام 2006 لغاية هذه اللحظة، أهمية الايمان المرافق للإنسان في كل مراحل حياته، وقد انتشرت هذه الجماعة بقوة عظيمة في لبنان وبلاد الانتشار، وهي موجودة اليوم في أكثر من أربع وخمسين رعيّة وهو ليس بالأمر السهل. هي جماعة معروف عنها جدّيّتها وفعّاليتها والتزامها وعودها وأمانتها تجاه كلّ الّذين رقدوا على رجاء القيامة. فهي ترفع ذكراهم على مذابح الرعايا ويكون ذكرهم مؤبدًا.
ومع هذه المسيرة الطّيبة والخيّرة، نفهم أنّ أحباءنا هم احياء لأننا نؤمن ونثق بأنّ عنده كلمة الحياة ونحن مخلصون بنعمته وبقوة وعمل الروح القدس فينا.
ونحن في هذه الرعية المباركة سوف نعمل من أجل تأسيس جماعة “اذكرني في ملكوتك” في رعية مار جرجس ومار الياس، زوق الخراب، فنرافق معًا كلّ الحزانى والارامل واليتامى …. في رعيتنا لكي نشعر أننا في هذه الرعية جسم واحد والربّ يسوع المسيح هو موحّدنا جميعًا. و لنا موعد جديد في الأسبوع الأول من شهر العذراء، شهر أيّار المبارك.
شكرًا لجماعة “اذكرني في ملكوتك” ولكلّ الّذين أتوا وشاركونا هذا اللقاء المبارك، فليباركنا الرب بتعزياته والهاماته ومعونته الدائمة لنا، فنحن نحمّله آلامنا وأوجاعنا وموتانا وبدوره يحمّلنا نعماً وبركات وخيرات وشفاءً وحباً مجانياً، كي تزدهر قلوبنا بنعمة الربّ يسوع المسيح. آمين
ملاحظة: دُوّنت العظة بأمانةٍ من قبلنا.